الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
27459 [ ص: 475 ] 4058 - (8239) - (2 \ 318 - 319) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "بينا أنا نائم، رأيت أني أنزع على حوض أسقي الناس، فأتاني أبو بكر ، فأخذ الدلو من يدي ليروحني، فنزع ذنوبين، وفي نزعه ضعف، قال: فأتاني ابن الخطاب - والله يغفر له - ، فأخذها مني، فلم ينزع رجل حتى تولى الناس، والحوض يتفجر".

التالي السابق


* قوله: " إني أنزع ": أي: الدلو من البئر .

* " ليرفه ": من أرفهه، أو رفهه - بالتشديد - ; أي: ليريحني من كد الدنيا وتعبها، ويخفف علي، وفيه أن انتقاله صلى الله عليه وسلم راحة له .

* " حتى نزع ذنوبين ": بالفتح - ; أي: دلوين; إشارة إلى قلة أيامه .

* " فأتاني ابن الخطاب، والله يغفر له ": هكذا في النسخ، والمشهور في الروايات تقدم قوله: " والله يغفر له " على قوله: "فأتاني ابن الخطاب"، والظاهر أن هذا من تصرف الرواة، واحتمال أنه دعا لعمر بمثل ما دعا لأبي بكر، إلا أنه وقع في الروايات اختصار، فروى الكل أحدهما دون الآخر، بعيد .

* " فلم ينزع مني ": أي: من يدي الدلو .

* " رجل ": أي: مثله حتى; أي: فنزع الدلو من البئر .

* " حتى تولى الناس ": أي: أدبروا عن البئر، وانقضت حاجتهم عنها .

* " والحوض ": أي: حوض الماء المأخوذ من البئر .

* " يتفجر ": أي: يتدفق منه الماء، ويسيل، وهذا إشارة إلى كثرة أيامه، وحسن سعيه في فتح الأمصار. ولفظ البخاري: عن عبد الرزاق، عن معمر، عن همام، عن أبي هريرة : "بينما أنا نائم، رأيت أني على حوضي أسقي الناس، فأتاني أبو بكر، فأخذ الدلو من يدي ليريحني، فنزع ذنوبين، وفي نزعه ضعف، والله يغفر له، فأتى ابن [ ص: 476 ] الخطاب، فأخذ منه، فلم يزل ينزع حتى تولى الناس، والحوض يتفجر". والظاهر أن في لفظ الكتاب تغييرا من بعض رواة الكتاب، والله تعالى أعلم .

* * *




الخدمات العلمية