الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
7149 3370 - (7189) - (2 \ 233 - 234): عن أبي هريرة: أن رجلا من بني فزارة أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا نبي الله! إن امرأته ولدت غلاما أسود وكأنه يعرض أن ينتفي منه، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ألك إبل؟"، قال: نعم، قال: "ما ألوانها؟"، قال: حمر، قال: "هل فيها ذود أورق "، قال: نعم، فيها ذود أورق؟"، قال: "ومما [ ص: 82 ] ذاك؟، قال: لعله نزعه عرق، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "وهذا لعله يكون نزعه عرق".

التالي السابق


* قوله: " غلاما أسود ": أي: على غير لوني ولونها .

* " يعرض ": من التعريض .

* " أن ينتفي ": أي: هو; أي: يمتنع .

* " منه ": أي: من الولد; أي: من لحوقه، أو ينتفي الولد منه; أي: من الرجل .

* " ألك إبل؟ ": مهد له مقدمة الإبل، وفوض إليه البيان فيها; ليقرب الأمر إلى فهمه بذلك; بخلاف ما لو أجابه أولا من عند نفسه، فإنه ربما قابله بالإنكار .

* " حمر ": - بضم فسكون - جمع أحمر .

* " ذود أورق ": توصيف الذود بالأورق يدل على أن المراد به الجمل، وقد قيل: إنه اسم للإناث، ويطلق على ثلاث وما فوقها، وظاهر الحديث لا يوافقه، والأورق: الأسود، والورق: سواد في غيره .

* " ومم ذاك ": أي: من أي سبب ذاك السواد؟* " لعله نزعة ": أي: لعل ذاك السواد نزعة عرق؟ أي: أثرها، يقال: نزع إليه في الشبه: إذا أشبهه. وقال النووي: المراد بالعرق: الأصل من النسب تشبيها بعرق الثمرة، ومعنى نزعه: أشبهه، واجتذبه إليه، وأظهر لونه عليه .

* * *




الخدمات العلمية