الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
7237 3450 - (7279) - (2 \ 241) عن أبي هريرة؟ قال سفيان: سألته أنا عنه: كيف الطعام; طعام الأغنياء؟ قال: أخبرني الأعرج عن أبي هريرة: شر الطعام طعام [ ص: 133 ] الوليمة، يدعى إليه الأغنياء، ويترك المساكين، ومن لم يأت الدعوة، فقد عصى الله ورسوله.

التالي السابق


* قوله: " شر الطعام ": هذا الحديث قد جاء موقوفا كما في رواية الكتاب، لكن قد ثبت رفعه أيضا، قيل: والمراد: من شر الطعام; لأن من الطعام ما يكون شرا منه .

* " الوليمة ": أي: طعام الوليمة، هي كل دعوة تتخذ لسرور حادب من نكاح أو ختان أو غيرهما، لكن اشتهر استعمالها في دعوة النكاح .

* " يدعى ": إشارة إلى علة كونها شرا بناء على ما هو العادة، فهي جملة مستأنفة، فلفظ: "شر الطعام. . . إلخ"، وإن كان مطلقا، فالمراد به التقييد بما ذكره بعده، وكيف يراد به الإطلاق وقد أمر باتخاذ الوليمة، وإجابة الداعي إليها؟ وقيل: يحتمل أن تكون الجملة صفة الوليمة. قلت: كأنه بناء على تعريف الوليمة للعهد الذهني، فيكون في المعنى كالنكرة كما صرحوا في أمثاله. وقال السيوطي في بعض الحواشي: قال الفقهاء: جملة "يدعى" حالية مقيدة بسببها .

* " ومن لم يأت الدعوة ": كأنه أشار إلى أن كونها شر الطعام ليس سببا لترك إجابة الدعوة إليها .

* " فقد عصى الله ورسوله ": من لا يقول بالوجوب أصلا يحمله على تأكيد الاستحباب، ومن يقول بوجوب دعوة الوليمة يحمله عليه .

* * *




الخدمات العلمية