وثبت عنه في الصحيح عن
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة nindex.php?page=hadith&LINKID=650752أنه كان nindex.php?page=treesubj&link=1546_1570يقول في ركوعه وسجوده: "سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي" يتأول القرآن، أي يمتثل ما أمر به في قوله: nindex.php?page=tafseer&surano=110&ayano=3فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا [ ص: 28 ] . كما امتثل بتلك الأدعية ما أمره في قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=55فاصبر إن وعد الله حق واستغفر لذنبك وسبح بحمد ربك بالعشي والإبكار ،
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=19فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات .
وهذا الدعاء الذي ذكرته
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة بعد نزول قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=2ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ، فإنه قد ثبت في الصحيح
nindex.php?page=hadith&LINKID=941989أن سورة "إذا جاء نصر الله والفتح" آخر سورة أنزلت. وأيضا
nindex.php?page=showalam&ids=110فأبو موسى الأشعري nindex.php?page=showalam&ids=3وأبو هريرة إنما صحباه بعد نزول قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=2ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ، فإن هذه الآية قد ثبت في الصحيح أنها نزلت عام الحديبية لما بايعه الصحابة بيعة الرضوان تحت الشجرة وانصرف، وقد خالط أصحابه كآبة وحزن لرجوعهم، ولم يتموا العمرة التي خرجوا لها، وقد صالحوا المشركين، لما أن في ظاهره غضاضة عليهم، حتى كرهه كثير منهم، وجرت فيه فصول،
nindex.php?page=treesubj&link=32304فأنزل الله سورة الفتح بنصرته من الحديبية، وهو في الطريق قبل وصوله إلى
المدينة، ثم إنه تجهز من
المدينة لفتح
خيبر، وفي أواخر غزاة
[ ص: 29 ] خيبر قدم عليه
nindex.php?page=showalam&ids=110أبو موسى والأشعريون، وفي تلك المدة أسلم
nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة. nindex.php?page=hadith&LINKID=665556ولما أنزل الله عليه هذه الآية: nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=2ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر قال له الناس: يا رسول الله! هذا لك، فما لنا؟ فأنزل الله تعالى: nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=4هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم .
وفي هذا رد على طائفة من الناس -كبعض المصنفين في السير وفي مسألة العصمة- يقولون في قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=2ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك : وهو ذنب آدم،
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=2وما تأخر ذنب أمته، فإن هذا القول -وإن كان لم يقله أحد من الصحابة والتابعين ولا أئمة المسلمين، ولا يقوله من يعقل ما يقول- فقد قاله طائفة من المتأخرين ، ويظن بعض الجهال أن هذا معنى شريف، وهو كذب على الله، وتحريف الكلم عن مواضعه، فإنه قد ثبت في الصحاح في أحاديث الشفاعة
nindex.php?page=hadith&LINKID=657292أن الناس يوم القيامة يأتون آدم يطلبون منه الشفاعة، فيعتذر إليهم ويقول: إني نهيت عن الشجرة فأكلت منها، نفسي نفسي، ويأتون نبيا بعد نبي إلى أن يأتوا المسيح، فيقول: ائتوا محمدا، فإنه عبد قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. فلو كانت "ما تقدم" هو ذنب
آدم لم يعتذر
آدم. [ ص: 30 ]
وأيضا فلما نزلت الآية قالت الصحابة: هذا لك، فما لنا؟ فأنزل الله:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=4هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ، فلو كان "ما تأخر" مغفرة ذنوبهم لقال: هذه لكم.
وأيضا فقد قال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=19واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات ، ففرق بين ما أضاف إليه وما يضاف إلى المؤمنين والمؤمنات.
وأيضا فإضافة ذنب غيره إليه أمر لا يصلح في حق آحاد الناس، فكيف في حقه صلى الله عليه وسلم؟ حتى تضاف ذنوب الفساق من أمته إليه، ويجعل ما جعلوه من الكبائر -كالزنا والسرقة وشرب الخمر- ذنبا له صلى الله عليه وسلم، والله يقول في كتابه:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=164ولا تزر وازرة وزر أخرى ، ويقول في كتابه:
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=112ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلما ولا هضما ، قالوا : الظلم أن تحمل عليه سيئات غيره، والهضم أن ينقص هو من حسناته، وهو أفضل من عمل من الصالحات وهو مؤمن، فكيف تحمل عليه سيئات غيره وتضاف إليه؟ وأي فرق بين ذنب
آدم وذنب
نوح والخليل ... وكلهم آباؤه؟ وأي فرق بين ذنب الإنسان وذنب غيره حتى يضاف إليه هذا دون هذا؟ والله يقول:
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=36أم لم ينبأ بما في صحف موسى [ ص: 31 ] nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=37وإبراهيم الذي وفى nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=38ألا تزر وازرة وزر أخرى nindex.php?page=hadith&LINKID=679174والنبي صلى الله عليه وسلم يقول لرجل معه ابنه: "لا يجني عليك ولا تجني عليه" .
وأيضا فقد قال الله في غير موضع في القرآن إنه ليس عليه إلا البلاغ المبين، وقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=54فإن تولوا فإنما عليه ما حمل وعليكم ما حملتم . فإذا كان على أمته ما حملوا وهو ليس عليه إلا البلاغ المبين،
nindex.php?page=treesubj&link=29494كيف تكون ذنوب أمته ذنوبه؟ ومثل هذا القول لا يخفى فساده على من له أدنى تدبر، وإن كان قاله طوائف من المصنفين في العصمة، حتى يرى ذلك بعض من له في السنة والفقه والحديث قدم، لكن الغلو أوجب اتباع الجهال الضلال، فإن مثل هذه التفاسير إنما يصدر في الابتداء عن أهل التحريف لكتاب الله: إما من الزنادقة المنافقين، وإما من المبتدعة الضالين.
وَثَبَتَ عَنْهُ فِي الصَّحِيحِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=25عَائِشَةَ nindex.php?page=hadith&LINKID=650752أَنَّهُ كَانَ nindex.php?page=treesubj&link=1546_1570يَقُولُ فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ: "سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي" يَتَأَوَّلُ الْقُرْآنَ، أَيْ يَمْتَثِلُ مَا أُمِرَ بِهِ فِي قَوْلِهِ: nindex.php?page=tafseer&surano=110&ayano=3فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا [ ص: 28 ] . كَمَا امْتَثَلَ بِتِلْكَ الْأَدْعِيَةِ مَا أَمَرَهُ فِي قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=55فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ ،
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=19فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ .
وَهَذَا الدُّعَاءُ الَّذِي ذَكَرَتْهُ
nindex.php?page=showalam&ids=25عَائِشَةُ بَعْدَ نُزُولِ قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=2لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ ، فَإِنَّهُ قَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ
nindex.php?page=hadith&LINKID=941989أَنَّ سُورَةَ "إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ" آخَرُ سُورَةٍ أُنْزِلَتْ. وَأَيْضًا
nindex.php?page=showalam&ids=110فَأَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=3وَأَبُو هُرَيْرَةَ إِنَّمَا صَحِبَاهُ بَعْدَ نُزُولِ قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=2لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ ، فَإِنَّ هَذِهِ الْآيَةَ قَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ أَنَّهَا نَزَلَتْ عَامَ الْحُدَيْبِيَةِ لَمَّا بَايَعَهُ الصَّحَابَةُ بَيْعَةَ الرِّضْوَانِ تَحْتَ الشَّجَرَةِ وَانْصَرَفَ، وَقَدْ خَالَطَ أَصْحَابَهُ كَآبَةٌ وَحُزْنٌ لِرُجُوعِهِمْ، وَلَمْ يُتِمُّوا الْعُمْرَةَ الَّتِي خَرَجُوا لَهَا، وَقَدْ صَالَحُوا الْمُشْرِكِينَ، لِمَا أَنَّ فِي ظَاهِرِهِ غَضَاضَةً عَلَيْهِمْ، حَتَّى كَرِهَهُ كَثِيرٌ مِنْهُمْ، وَجَرَتْ فِيهِ فُصُولٌ،
nindex.php?page=treesubj&link=32304فَأَنْزَلَ اللَّهُ سُورَةَ الْفَتْحِ بِنُصْرَتِهِ مِنَ الْحُدَيْبِيَةِ، وَهُوَ فِي الطَّرِيقِ قَبْلَ وُصُولِهِ إِلَى
الْمَدِينَةِ، ثُمَّ إِنَّهُ تَجَهَّزَ مِنَ
الْمَدِينَةِ لِفَتْحِ
خَيْبَرَ، وَفِي أَوَاخِرِ غَزَاةِ
[ ص: 29 ] خَيْبَرَ قَدِمَ عَلَيْهِ
nindex.php?page=showalam&ids=110أَبُو مُوسَى وَالْأَشْعَرِيُّونَ، وَفِي تِلْكَ الْمُدَّةِ أَسْلَمَ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبُو هُرَيْرَةَ. nindex.php?page=hadith&LINKID=665556وَلَمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْهِ هَذِهِ الْآيَةَ: nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=2لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ قَالَ لَهُ النَّاسِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! هَذَا لَكَ، فَمَا لَنَا؟ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=4هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ .
وَفِي هَذَا رَدٌّ عَلَى طَائِفَةٍ مِنَ النَّاسِ -كَبَعْضِ الْمُصَنِّفِينَ فِي السِّيَرِ وَفِي مَسْأَلَةِ الْعِصْمَةِ- يَقُولُونَ فِي قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=2لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ : وَهُوَ ذَنْبُ آدَمَ،
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=2وَمَا تَأَخَّرَ ذَنْبُ أُمَّتِهِ، فَإِنَّ هَذَا الْقَوْلَ -وَإِنْ كَانَ لَمْ يَقُلْهُ أَحَدٌ مِنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ وَلَا أَئِمَّةُ الْمُسْلِمِينَ، وَلَا يَقُولُهُ مَنْ يَعْقِلُ مَا يَقُولُ- فَقَدْ قَالَهُ طَائِفَةٌ مِنَ الْمُتَأَخِّرِينَ ، وَيَظُنُّ بَعْضُ الْجُهَّالِ أَنَّ هَذَا مَعْنًى شَرِيفٌ، وَهُوَ كَذِبٌ عَلَى اللَّهِ، وَتَحْرِيفُ الْكَلِمِ عَنْ مَوَاضِعِهِ، فَإِنَّهُ قَدْ ثَبَتَ فِي الصِّحَاحِ فِي أَحَادِيثِ الشَّفَاعَةِ
nindex.php?page=hadith&LINKID=657292أَنَّ النَّاسَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَأْتُونَ آدَمَ يَطْلُبُونَ مِنْهُ الشَّفَاعَةَ، فَيَعْتَذِرُ إِلَيْهِمْ وَيَقُولُ: إِنِّي نُهِيتُ عَنِ الشَّجَرَةِ فَأَكَلْتُ مِنْهَا، نَفْسِي نَفْسِي، وَيَأْتُونَ نَبِيًّا بَعْدَ نَبِيٍّ إِلَى أَنْ يَأْتُوا الْمَسِيحَ، فَيَقُولُ: ائْتُوا مُحَمَّدًا، فَإِنَّهُ عَبْدٌ قَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ. فَلَوْ كَانَتْ "مَا تَقَدَّمَ" هُوَ ذَنْبُ
آدَمَ لَمْ يَعْتَذِرْ
آدَمُ. [ ص: 30 ]
وَأَيْضًا فَلَمَّا نَزَلَتِ الْآيَةُ قَالَتِ الصَّحَابَةُ: هَذَا لَكَ، فَمَا لَنَا؟ فَأَنْزَلَ اللَّهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=4هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ ، فَلَوْ كَانَ "مَا تَأَخَّرَ" مَغْفِرَةُ ذُنُوبِهِمْ لَقَالَ: هَذِهِ لَكُمْ.
وَأَيْضًا فَقَدْ قَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=19وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ، فَفَرَّقَ بَيْنَ مَا أَضَافَ إِلَيْهِ وَمَا يُضَافُ إِلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ.
وَأَيْضًا فَإِضَافَةُ ذَنْبِ غَيْرِهِ إِلَيْهِ أَمْرٌ لَا يَصْلُحُ فِي حَقِّ آحَادِ النَّاسِ، فَكَيْفَ فِي حَقِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ حَتَّى تُضَافَ ذُنُوبُ الْفُسَّاقِ مِنْ أُمَّتِهِ إِلَيْهِ، وَيُجْعَلَ مَا جَعَلُوهُ مِنَ الْكَبَائِرِ -كَالزِّنَا وَالسَّرِقَةِ وَشُرْبِ الْخَمْرِ- ذَنْبًا لَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَاللَّهُ يَقُولُ فِي كِتَابِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=164وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ، وَيَقُولُ فِي كِتَابِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=112وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا يَخَافُ ظُلْمًا وَلا هَضْمًا ، قَالُوا : الظُّلْمُ أَنْ تُحْمَلَ عَلَيْهِ سَيِّئَاتُ غَيْرِهِ، وَالْهَضْمُ أَنْ يُنْقَصَ هُوَ مِنْ حَسَنَاتِهِ، وَهُوَ أَفْضَلُ مَنْ عَمِلَ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ، فَكَيْفَ تُحْمَلُ عَلَيْهِ سَيِّئَاتُ غَيْرِهِ وَتُضَافُ إِلَيْهِ؟ وَأَيُّ فَرْقٍ بَيْنَ ذَنَبِ
آدَمَ وَذَنَبِ
نُوحٍ وَالْخَلِيلِ ... وَكُلُّهُمْ آبَاؤُهُ؟ وَأَيُّ فَرْقٍ بَيْنَ ذَنْبِ الْإِنْسَانِ وَذَنْبِ غَيْرِهِ حَتَّى يُضَافَ إِلَيْهِ هَذَا دُونَ هَذَا؟ وَاللَّهُ يَقُولُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=36أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى [ ص: 31 ] nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=37وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=38أَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى nindex.php?page=hadith&LINKID=679174وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لِرَجُلٍ مَعَهُ ابْنُهُ: "لَا يَجْنِي عَلَيْكَ وَلَا تَجْنِي عَلَيْهِ" .
وَأَيْضًا فَقَدْ قَالَ اللَّهُ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ فِي الْقُرْآنِ إِنَّهُ لَيْسَ عَلَيْهِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ، وَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=54فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ . فَإِذَا كَانَ عَلَى أُمَّتِهِ مَا حُمِّلُوا وَهُوَ لَيْسَ عَلَيْهِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ،
nindex.php?page=treesubj&link=29494كَيْفَ تَكُونُ ذُنُوبُ أُمَّتِهِ ذُنُوبَهُ؟ وَمِثْلُ هَذَا الْقَوْلِ لَا يَخْفَى فَسَادُهُ عَلَى مَنْ لَهُ أَدْنَى تَدَبُّرٍ، وَإِنْ كَانَ قَالَهُ طَوَائِفُ مِنَ الْمُصَنِّفِينَ فِي الْعِصْمَةِ، حَتَّى يَرَى ذَلِكَ بَعْضُ مَنْ لَهُ فِي السُّنَّةِ وَالْفِقْهِ وَالْحَدِيثِ قَدَمٌ، لَكِنَّ الْغُلُوَّ أَوْجَبَ اتِّبَاعَ الْجُهَّالِ الضُّلَّالِ، فَإِنَّ مِثْلَ هَذِهِ التَّفَاسِيرِ إِنَّمَا يَصْدُرُ فِي الِابْتِدَاءِ عَنْ أَهْلِ التَّحْرِيفِ لِكِتَابِ اللَّهِ: إِمَّا مِنَ الزَّنَادِقَةِ الْمُنَافِقِينَ، وَإِمَّا مِنَ الْمُبْتَدَعَةِ الضَّالِّينَ.