مسألة
في آدم إذا خرجت منه وإذا نزل في قبره، هل تعود إليه كما كانت في دار الدنيا أم لا؟ روح ابن ويسألونك عن الروح هل هي روح ابن آدم أو روح الله؟ وقوله تعالى: إذا أم المهدي بعيسى بن مريم قبل إتمام الصلاة؟ وقد روي وهل يموت يا رسول الله! ما أحسن هذه! عصفور من عصافير الجنة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "وما يدريك أن الله خلق خلقا، فقال: هؤلاء إلى الجنة ولا أبالي، وهؤلاء إلى النار ولا أبالي". عائشة: أن جنازة مرت برسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت
أجاب
نعم، إذا وضع الميت في قبره فإن الروح تعاد إليه، ويسأل عن ربه ودينه ونبيه، ويسمع الميت خفق نعال المشيعين إذا ولوا عنه مدبرين، وما من رجل يمر بقبر الرجل كان يعرفه في الدنيا فيسلم عليه إلا رد الله عليه روحه حتى يرد عليه السلام. ومع هذا فمستقر أرواح المؤمنين الجنة، لكن للروح شأن آخر بعد الموت [ ص: 184 ] ليس لها نظير في هذا العالم.
وأما المسيح فإنه ينزل على المنارة البيضاء شرقي دمشق، ويدرك الدجال فيقتله بباب لد الشرقي، ويأمر الله تعالى بعد قتل الدجال أن يحصن الناس إلى الطور، ويقال له: يا روح الله! تقدم، فصل بنا، فيقول: لا، إن بعضكم على بعض أمير، فيصلي بالمسلمين بعضهم، ويتم الصلاة ولا يموت فيها.
وأما الروح المسئول عنها فأكثر الناس على أنها روح ابن آدم، وهي وإن كانت من أمر الله فهي موجودة مخلوقة باتفاق العلماء المعتبرين، والآدمي كله عبد الله، جسمه وروحه.
وأما حديث فصحيح، فإنا لا نشهد لأحد بعينه أنه من أهل الجنة إلا ما شهد له النص، أو شهد له الناس شهادة عامة على أحد القولين، فإن الله خلق للجنة أهلا، خلقها لهم وهم في أصلاب آبائهم، وخلق للنار أهلا، خلقها لهم وهم في أصلاب آبائهم، فنقول بطريق العموم: المؤمنون في الجنة والكافرون في النار، ولا نعين أحدا أنه في جنة أو في نار إلا أن نعلم عاقبته. عائشة
والمهدي الذي أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم اسمه محمد بن عبد الله من ولد رضي الله عنه، يقوم إذا شاء الله، وهو خليفة صالح يملأ الأرض قسطا وعدلا، كما ملئت ظلما وجورا، ويحثو المال حثوا. وقد جاءت أخباره في الحسن بن علي وسنن الترمذي ومسند [ ص: 185 ] الإمام أبي داود ووقع التنبيه عليه في الصحيحين. أحمد،
وأما ما يدعيه الضالون أن الحسن بن علي العسكري المتوفى في سامراء، كان له ابن اسمه محمد دخل سرداب سامراء بعد موت أبيه وهو صغير، وأنه فهذا كذب باطل باتفاق علماء بني آدم وعقلائهم، وليس هو المخبر به في الأحاديث، فإن هذا حسيني وذاك حسني، وأيضا فإن المهدي، الحسن بن علي العسكري عند العارفين بالأنساب ( محمد بن جرير الطبري، وعبد الباقي بن قانع .. وغيرهما) لم ينسل ولم يعقب، والذين أثبتوه زعموا أنه خليفة معصوم حجة الله على أهل الأرض، وأنه باق إلى الآن، وهذا مخالف للعقل والكتاب والسنة، فإن هذا لو كان حقا لكان يتيما يجب الحجر عليه في نفسه وماله، ولا يجوز أن يولى مثل هذا ولاية أصلا، ولا معصوم بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا أحد يجب أبدا طاعته في كل شيء إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يجوز أن يكلف الله العباد طاعة من لا سبيل إلى العلم بأمره، ولا وجه لهذه الاحتجاجات. والله أعلم. [ ص: 186 ]