مسألة
في أطفال المؤمنين الذين يموتون دون الثلاث، هل لهم صحائف أعمال يكتب فيها ما يهدى لهم من قرآن وصدقة أم لا؟ وهل يسألون في قبورهم ويحاسبون أم لا؟ وهل يدومون على حالتهم التي ماتوا عليها في القيامة أم يكبرون ويتزوجون إذا دخلوا الجنة؟ والبنات اللاتي يدفن أبكارا هل يزوجن في الجنة؟ وهل في الجنة حبل وولادة في الناس كلهم أم ناس دون ناس؟ وهل ذلك صحيح؟
الجواب
الحمد لله رب العالمين، أما فتصل إليه بلا نزاع، وفي العبادات البدنية قولان مشهوران، لكن مذهب ما يهدى إلى الأطفال من صدقة ونحوها من العبادات المالية وأصحاب أحمد وطائفة من أصحاب أبي حنيفة مالك أنها تصل أيضا كما تصل المالية وهو الصحيح، والمهدى إلى الصغار والكبار سواء في باب كتابته، فلا يقال إن ما يهدى إلى الكبار يكتب دون ما يهدى إلى الصغار، بل حكم النوعين واحد. والشافعي
وأما ففيه قولان مشهوران لأصحاب سؤالهم في القبر وغيرهم من أهل السنة: [ ص: 222 ] أحمد
أحدهما: أنهم لا يسألون، وهذا قول القاضي وغيرهما، قالوا: لأن السؤال في القبر إنما يكون لمن كان مكلفا في الدنيا، والصبي والمجنون ليس بمكلف فلا يسأل. وابن عقيل
والقول الثاني: وهو قول وهو الذي نقله أبي حكيم النهرواني، أبو الحسن علي بن عبدوس عن أصحاب أنهم يسألون، لما في "الموطأ" أن أحمد صلى على صغير لم يعمل خطيئة قط فقال: اللهم قه عذاب القبر وضيقة القبر. وهذا قد ينبني على امتحانهم في عرصات القيامة، وقد جاءت بذلك أحاديث. أبا هريرة
وأما فإنهم إذا دخلوا الجنة دخلوها كما يدخلها الكبار على صورة أبيهم حالهم في الآخرة آدم، طول أحدهم ستون ذراعا في عرض سبعة أذرع، ويتزوجون كما يتزوج الكبار، فإنها تتزوج في الآخرة، وكذلك من مات من الرجال فإنه يتزوج في الآخرة. [ ص: 223 ] ومن مات من النساء ولم تتزوج