وأيضا فقولك: "يعرض نفسه على الحقائق الكونية المعدومة في نفسها المشهودة أعيانها في علمه" كلام باطل، فإن كما جاءت الآثار الصحيحة، ويتجلى أيضا لعباده في عرصات القيامة. وقد قيل: إن الله لا يعرض نفسه على شيء، ولا يتجلى لكل شيء، وإنما يتجلى لأوليائه يوم القيامة في الجنة محمدا رآه ليلة أسري، وأما من سوى محمد صلى الله عليه وسلم فلا يراه بعينه في الدنيا، كما ثبت في صحيح [ ص: 406 ] عن مسلم النواس بن سمعان وكذلك روي في حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم لما ذكر الدجال قال: "إنه أعور، وإن ربكم ليس بأعور، واعلموا أن أحدا منكم لن يرى ربه حتى يموت". عبادة وغيرهما: ومعاوية . ومن قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم رأى ربه ليلة المعراج فإنه لا يقول: إنه تجلى له، فإن التجلي كمال الظهور، ولم يكن الأمر كذلك، بل قد روى "واعلموا أنكم لن تروا ربكم حتى تموتوا" في صحيحه مسلم عبد الله بن شقيق قال: قلت لو رأيت النبي صلى الله عليه وسلم لسألته، قال: عما كنت تسأله؟ قال: كنت أسأله هل رأيت ربك؟ فقال: قد سألته فقال: "نور أنى أراه"! لأبي ذر: وفي رواية: عن فهذا من يثبت الرؤية يقول: أراد نفي العين، لأن نوره أعشى بصره، ومن ينفيها يحتج به على نفيها، فقد اختلف أهل السنة -واختلفت الرواية عن الإمام "رأيت نورا". - هل يقال: رآه بعيني رأسه أو بعيني قلبه، أو يقال: رآه ولا يقيد؟ على ثلاثة أقوال هي ثلاث روايات عند أحمد . أحمد