الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              الباب السادس في وكالته وتوكيله صلى الله عليه وسلم

                                                                                                                                                                                                                              قال في زاد المعاد : وكان توكيله -صلى الله عليه وسلم- أكثر من توكله .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد والترمذي وأبو داود والدارقطني عن عروة البارقي -رضي الله تعالى عنه- قال عرض للنبي صلى الله عليه وسلم جلب فأعطاني دينارا ، وقال : «أي عروة! ائت الجلب ، فاشتر لنا شاة» ، فأتيت الجلب ، فساومت صاحبه ، فاشتريت منه شاتين بدينار ، فجئت أسوقهما ، أو قال : أقودهما ، فلقيني رجل فساومني فبايعته شاة بدينار ، فجئت بالدينار وجئت بالشاة ، فقلت : يا رسول الله هذا ديناركم ، وهذه شاتكم ، قال : وصنعت كيف ؟ قال : فحدثته الحديث ، فقال : اللهم بارك له في صفقة يمينه ، فقد رأيتني أقف بكناسة الكوفة فأربح أربعين ألفا قبل أن أصل إلى أهلي . زاد أحمد : وكان يشتري الجواري ويبيع . زاد الترمذي : فيربح الربح العظيم . وكان من أكثر أهل الكوفة مالا . زاد الإمام أحمد والبخاري في رواية : فكان لو اشترى التراب لربح فيه .

                                                                                                                                                                                                                              وروى أبو داود والترمذي والدارقطني عن حكيم بن حزام -رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث حكيم بن حزام يشتري له أضحية بدينار ، فاشتراها بدينار ، وباعها بدينارين ، فاشترى أضحية بدينار ، وجاء بدينار إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ضح بالشاة ، وتصدق بالدينار ، ودعا له أن يبارك له في تجارته .

                                                                                                                                                                                                                              وروى البخاري تعليقا عن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- قال : وكلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان .

                                                                                                                                                                                                                              وروى أبو داود عن جابر قال : أردت الخروج إلى خيبر فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلمت عليه ، وقلت له : إني أريد الخروج إلى خيبر ، فقال : إذا أتيت وكيلي فخذ منه خمسة عشر وسقا ، فإن ابتغى منك آية فضع يدك على ترقوته .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد في رواية حميد الشامي ، عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له : يا ثوبان اشتر لفاطمة قلادة من عصب وسوارين من عاج .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية