الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              الباب الثاني في صيد البر والبحر والسهم والحيوان

                                                                                                                                                                                                                              روى ابن مردويه ، عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه عن جده ، وابن أبي شيبة ، وابن ماجه عن أبي هريرة ، وعبد الرزاق ، عن أنس ، وعن سليمان بن موسى مرسلا ، وعن يحيى بن أبي كثير بلاغا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «البحر زكي وماؤه طهور» ، وفي لفظ : «البحر طهور ماؤه حلال ميتته» وفي لفظ : «الطهور ماؤه الحل ميتته» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى أبو داود وضعفه ابن مردويه والبيهقي عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : الجراد من صيد البحر .

                                                                                                                                                                                                                              وروى ابن ماجه عن أنس وجابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : الجراد نثرة الحوت في البحر .

                                                                                                                                                                                                                              وروى أبو يعلى عن القاسم بن مخول البهزي ، قال : سمعت أبي يقول : نصبت حبائل لي بالأبواء ، فوقع في حبل منها ظبي ، فأفلت بالحبل فخرجت أقفوه ، فإذا رجل قد سبقني إليه ، فأخذه فاختصمنا فيه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو نازل بالأبواء تحت شجرة يستظل بنطع ، فجعله صلى الله عليه وسلم بيننا نصفين ، فقلت : هذا حبلي في رجله يا رسول الله ، قال : هو ذاك .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الشيخان عن عدي بن حاتم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «إذا أرسلت كلبك المعلم فقتل ، فكل ، وإذا أكل فلا تأكل ، فإنما أمسك على نفسه . قلت : أرسل كلبي فأجد معه كلبا آخر ، قال : فلا تأكل؛ فإنما سميت على كلبك ولم تسم على كلب آخر» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد والخمسة والنسائي عن أبي ثعلبة الخشني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إذا أرسلت كلبك المعلم وذكرت وسميت ، فكل مما أمسكه عليك كلبك المعلم وإن قتل ، وإن أرسلت كلبك الذي ليس بمكلب وأدركت ذكاته فكل ، وكل ما رد عليك سهمك وإن قتل ، وسم الله .

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 79 ] وروى الستة عن عدي بن حاتم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إذا أرسلت الكلب وذكرت اسم الله فكل مما أمسك عليك ، وإن قتل ، إلا أن يكون الكلب أكل؛ فإني أخاف أن يكون إنما أمسكه على نفسه ، وإن خالطها كلاب من غيرها فلا تأكل فإنك لا تدري أيها قتل ، وإن رميت الصيد فوجدته بعد يوم أو يومين ليس به إلا أثر سهمك ، فكل ، وإن وقع في الماء فلا تأكل .

                                                                                                                                                                                                                              وروى مسلم والنسائي عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن أرسلت كلبك فاذكر اسم الله ، فإن أمسك عليك فأدركته حيا فاذبحه ، وإن أدركته قد قتل ولم يأكل منه فكله ، وإن وجدت مع كلبك كلبا غيره وقد قتل فلا تأكل؛ فإنك لا تدري أيهما قتله ، وإن رميته بسهمك فاذكر اسم الله ، فإن غاب عنك يوما فلم تجد فيه إلا أثر سهمك فكل إن شئت ، وإن وجدته غرقا في الماء فلا تأكل؛ فإنك لا تدري الماء قتله أم سهمك .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد عن ابن عباس -رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إذا أرسلت كلبك فأكل الصيد فلا تأكل ، فإنما أمسك على نفسه ، وإن أرسلته وقتل ولم يأكل فكل ، فإنما أمسك على صاحبه .

                                                                                                                                                                                                                              وروى مسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجه عن عدي -رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إذا رميت الصيد بسهمك وغاب ثلاثة أيام وأدركته فكله ما لم ينتن .

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 80 ]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية