الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              التاسع : في بعض فتاويه صلى الله عليه وسلم في الأضحى والأضاحي .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الترمذي عن علي- رضي الله تعالى عنه- قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن يوم الحج الأكبر ، فقال : هو يوم النحر .

                                                                                                                                                                                                                              وروى أبو داود عن ابن عمر - رضي الله تعالى عنهما- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف يوم النحر بين الجمرات في الحجة التي حج فيها ، فقال : أي يوم هذا ؟ فقالوا : يوم النحر ، فقال : هذا يوم الحج الأكبر .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد والبيهقي وابن ماجه عن زيد بن أرقم- رضي الله تعالى عنه- قال : قلت : يا رسول الله ، ما هذه الأضاحي ؟ قال : سنة أبيكم إبراهيم صلى الله عليه وسلم قالوا : فما لنا فيها ؟ قال : بكل شعرة حسنة ، قالوا : يا رسول الله ، فالصوف ؟ قال : بكل شعرة من الصوف حسنة .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد والحاكم وأبو داود والنسائي عن عبد الله بن عمرو بن العاص- رضي الله تعالى عنهما- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أمرت بيوم الأضحى عيدا جعله الله تعالى لهذه الأمة قال الرجل : أرأيت إن لم أجد إلا منيحة أنثى أفأضحي بها ؟ قال : «لا» ولكن تأخذ من شعرك وأظفارك وتقص شاربك وتحلق عانتك ، فتلك تمام أضحيتك عند الله- عز وجل- .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد عن أبي الأسد السلمي عن أبيه عن جده- رضي الله تعالى عنه- قال : كنت سابع سبعة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمرنا فجمع لكل منا درهما فاشترينا أضحية بسبعة الدراهم ، فقلنا : يا رسول الله ، لقد أغلينا بها ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : «إن أفضل الضحايا أغلاها وأسمنها» ، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ رجلا برجل ورجلا برجل ورجلا بيد ورجلا بيد ورجلا بقرن ورجلا بقرن وذبح السابع وكبرنا عليها جميعا [ ص: 268 ]

                                                                                                                                                                                                                              وروى الديلمي وابن عساكر عن عبادة بن الصامت- رضي الله تعالى عنه- قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قول الناس في العيدين : تقبل الله منا ومنكم ، قال : ذلك فعل أهل الكتاب وكرهه .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد والبيهقي عن ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما- أن النبي صلى الله عليه وسلم أتاه رجل فقال : يا رسول الله ، إن علي بدنة ، وأنا موسر بها ولا أجدها فأشتريها فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يبتاع سبع شياه فيذبحهن .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد وأبو داود عن زيد بن خالد الجهني- رضي الله تعالى عنه- قال : قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم في أصحابه غنما للضحايا فأعطاني جذعا عتودا من المعز ، فجئت به ، فقلت : يا رسول الله ، إنه جذع ، فقال : ضح به ، فضحيت به وحديث عقبة- رضي الله تعالى عنه- ذكر في باب سيرته صلى الله عليه وسلم في الضحايا .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد عن البراء عن خاله أبي بردة- رضي الله تعالى عنه- أنه قال : يا رسول الله ، إنا عجلنا شاة لحم لنا ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أقبل الصلاة ؟ قال : نعم ، تلك شاة لحم ، قال : يا رسول الله ، عندي عناق جذعة ، هي أحب إلينا من مسنة قال : تجزئ عنك ، ولا تجزئ عن أحد بعدك .

                                                                                                                                                                                                                              وفي رواية عن أبي بردة ، قال : إنه ذبح قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يعيد ، قال : عندي عناق جذعة ، هي أحب إلي من مسنتين ، قال : اذبحها .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد وابن ماجه عن أبي سعيد الخدري- رضي الله تعالى عنه- قال : اشتريت كبشا أضحي به فعدا الذئب فأخذ أليته ، فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ضح به .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية