الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              العاشر : في حكمه صلى الله عليه وسلم في المحاربين والمرتدين :

                                                                                                                                                                                                                              روى الأئمة إلا مالكا والشافعي عن أنس وأبو داود والنسائي عن ابن عمر والنسائي وابن ماجه عن عائشة - رضي الله تعالى عنهم- وأبو داود عن أبي الزناد- بنون-- رحمه الله تعالى- مرسلا والنسائي عن ابن المسيب- رحمه الله تعالى- أن أناسا من عرينة كان بهم سقم ، فقدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ، وتكلموا بالإسلام ، فقالوا : يا رسول الله ، آونا وأطعمنا ، فلما أصبحوا حضروا المدينة ، فقالوا : يا رسول الله ، إنا كنا أهل ضرع ، ولم نكن أهل ريف وشكوا حمى المدينة فأمر لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بذود وأمرهم أن يخرجوا من المدينة وفي لفظ : أن يأتوا إبل الصدقة ، فيشربوا من ألبانها وأبوالها ، فانطلقوا حتى كانوا أمام بيت من ناحية الحرة كفروا بعد إسلامهم وقتلوا راعي رسول الله صلى الله عليه وسلم وساقوا الزود فبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من أول النهار فبعث الطالب في آثارهم ، فما ارتفع النهار حتى جيء بهم فسمل أعينهم وقطع أيديهم وأرجلهم ، وفي لفظ . وسمر أعينهم زاد مسلم في رواية أنس : وسملوا أعين الرعاة وتركهم من ناحية الحرة يعضون الحجارة حتى ماتوا وفي لفظ : رأيت الرجل يكدم الأرض بلسانه ، حتى يموت يستسقون ، فلا يسقون حتى ماتوا على حالهم .

                                                                                                                                                                                                                              قال قتادة : بلغنا أن النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك كان يحث على الصدقة ، وينهى عن المثلة ، قال قتادة : وحدثني ابن سيرين أن ذلك قبل أن تنزل الحدود وقال أبو قلابة : فهؤلاء قوم سرقوا أو قتلوا أو كفروا بعد إيمانهم ، وحاربوا الله ورسوله .

                                                                                                                                                                                                                              وروى أبو داود والنسائي عن أبي الزناد- رحمه الله تعالى- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قطع أيدي الذين سرقوا لقاحه وسمل أعينهم بالنار عاتبه الله- عز وجل- في ذلك فأنزل الله- تبارك وتعالى- إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله [المائدة : 33] .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الدارقطني عن جابر- رضي الله تعالى عنه- قال : ارتدت امرأة عن الإسلام ، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعرضوا عليها الإسلام ، فإن أسلمت وإلا قتلت فعرض عليها الإسلام ، فأبت أن تسلم ، فقتلت [ ص: 201 ]

                                                                                                                                                                                                                              وروى أبو يعلى بسند ضعيف عن جابر رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استتاب رجلا ارتد عن الإسلام أربع مرات .

                                                                                                                                                                                                                              وروى النسائي وابن ماجه والدارقطني عن ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «من بدل دينه فاقتلوه» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الشيخان وأبو داود والنسائي عن أبي موسى- رضي الله تعالى عنه- قال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه إلى اليمن ، ثم أرسل معاذ بن جبل بعد ذلك .

                                                                                                                                                                                                                              فلما قدم عليه وجد عنده رجلا موثقا ، قال : ما هذا ؟ قال : هذا كان يهوديا فأسلم ، ثم راجع دينه دين السوء فتهود ، قال : لا أجلس حتى يقتل ، قضاء الله ورسوله ثلاث مرات فأمر به فقتل .


                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية