الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              قصة أخرى .

                                                                                                                                                                                                                              قال جابر : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له في غزوة ذات الرقاع : «يا جابر ، ناد بوضوء» ، فقلت : ألا وضوء ، ألا وضوء ، قلت : يا رسول الله ، ما وجدت في الركب من قطرة ، وكان رجل من الأنصار يبرد لرسول الله صلى الله عليه وسلم الماء ، فقال لي : «انطلق إلى فلان الأنصاري فانظر هل في أشجابه من شيء» ، فانطلقت إليه فنظرت فيها فلم أجد فيها إلا قطرة من عزلاء شجب منها لو أني أفرغه لشربة يابسة فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال : «اذهب فأتني به ، فذهبت فأتيته به فأخذه بيده فجعل يتكلم بشيء لا أدري ما هو ويغمزه بيده ، ثم أعطانيه ، فقال : «يا جابر ، ناد بجفنة الركب» فقلت يا جفنة الركب فأتيته بها فوضعت بين يدي رسول الله فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده في الجفنة هكذا ، فبسطها في الجفنة وفرق بين أصابعه ثم وضعها في قعر الجفنة وقال : «خذ يا جابر ، فصب علي ، وقل : بسم الله» ، فرأيت الماء يفور من بين أصابعه ففارت الجفنة ، ودارت حتى امتلأت ، فقال : «يا جابر ، ناد من كانت له حاجة بماء» فأتى الناس فاستقوا حتى رووا ورفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده من الجفنة وهي ملأى رواه مسلم والبيهقي وأبو نعيم .

                                                                                                                                                                                                                              روي عن حبان- وهو بكسر المهملة وفتح الباء المشددة- ابن بح- بضم الباء الموحدة وتشديد الحاء- الصدائي قال : كفر قومي ، فأخبرت أن النبي صلى الله عليه وسلم جهز جيشا لهم ، فأتيته ، فقلت : إن قومي على الإسلام ، قال : كذلك ، قلت : نعم ، واتبعته ليلتي إلى الصباح ، فأذنت بالصلاة لما أصبحت وأعطاني إناء فتوضأت منه ، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم أصابعه في الإناء فنبع عيون ، فقال : «من أراد منكم أن يتوضأ فليتوضأ» ، فتوضأت وصليت فأمرني عليهم وأعطاني صدقتهم ، فقال رجل : يا رسول الله إن فلانا ظلمني فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لا خير في الإمارة لرجل مسلم» ، ثم جاء رجل يسأل الصدقة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إن الصدقة صداع في الرأس وحريق في البطن أو داء» فأعطيته صحيفتي أو صحيفة إمرتي وصدقني ، فقال : «ما شأنك ؟ » فقلت : كيف أقبلها وقد سمعت منك ما سمعت فقال : «هو ما سمعت» . [ ص: 452 ]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية