الأول :
قال في (زاد المعاد) : حلف رسول الله صلى الله عليه وسلم في أكثر من ثمانين موضعا ، فقال تعالى : وأمره الله تعالى بالحلف في ثلاثة مواضع ، ويستنبئونك أحق هو قل إي وربي إنه لحق [يونس : 53] وقال تبارك وتعالى : وقال الذين كفروا لا تأتينا الساعة قل بلى وربي لتأتينكم [سبأ : 3] ، وقال عز وجل : زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنبؤن بما عملتم وذلك على الله يسير [التغابن : 7] ، وكان صلى الله عليه وسلم يستثني في يمينه تارة ، ويكفرها تارة ، ويمضي فيها تارة .
الثاني : روى في قصة الأعرابي ، قال صلى الله عليه وسلم : أبو داود قال العلماء : قال «أفلح وأبيه إن صدق» السهيلي -رحمه الله- : رب كلمة ترك أصلها ، واستعملت كالمثل فيما وضعت له ، كما إذا جاءوا بلفظ القسم إذا أرادوا تعجبا واستعظاما لأمر ، ومحال أن يقصد صلى الله عليه وسلم القسم بغير الله [ ص: 98 ] تعالى ، ولا سيما برجل مات على الكفر ، وإنما هو تعجب من قول الأعرابي ، والمتعجب منه مستعظم ، ولفظ القسم في أصل وضعه لما يعظم ، فاتسع في اللفظة حتى قيل على هذا الوجه ، وقال الشاعر :
فإن تك ليلى استودعتني أمانة فلا وأبي أعدائها لا أخونها
لم يرد أن يقسم بأبي أعدائها ، ولكنه ضرب من التعجب ، قال : وقد ذهب إليه أكثر شراح الحديث .