[ ص: 120 ] السادس عشر : في استنصاره صلى الله عليه وسلم ضعفة المسلمين عند القتال ودعائه وامتناعه من قتال المشركين معه ، واستعانته به وقتاله عن أهل الذمة
وروى عن الطبراني -رضي الله تعالى عنه- قال : أبي طلحة قال : فلقد رأيت الرجال تصرع تضربها الملائكة من بين أيديها ومن خلفها . كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزاة ، فلقي العدو فسمعته يقول : يا مالك يوم الدين ، إياك نعبد وإياك نستعين ،
وروى برجال الصحيح عن الطبراني أمية بن خالد بن عبد الله بن أسيد -رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يستفتح بصعاليك المسلمين .
وروى عن الطبراني -رضي الله تعالى عنه- قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سعد بن أبي وقاص وهو في الصحيح بلفظ : «إنما ينصر الله المسلمين بدعاء المستضعفين» ، «إنما تنصرون وترزقون بضعفائكم» .
وروى عن مسلم -رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أبي الدرداء «ابغوني في ضعفائكم» .
وروى عن مسلم -رضي الله تعالى عنهما- قال : عبد الله بن أبي أوفى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو على الأحزاب ، «اللهم ، منزل الكتاب ، سريع الحساب ، اهزم الأحزاب ، اللهم اهزمهم وزلزلهم» .
وروى مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج قبل بدر ، فلما كان بحرة الوبرة أدركه رجل قد كان يذكر منه جرأة ونجدة ، ففرح أصحابه صلى الله عليه وسلم حين رأوه فلما أدركه ، قال صلى الله عليه وسلم : «لم جئت ؟ » فقال : جئت لأتبعك وأصيب معك ، فقال له صلى الله عليه وسلم : «تؤمن بالله ورسوله» ، قال : لا ، قال : «فارجع ، فلن أستعين بمشرك» ، ثم أدركه بالشجرة ، فقال له كما قال أول مرة ، فرجع ، ثم قال له في الثالثة : أتؤمن بالله ورسوله ، فقال : نعم ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : فانطلق .
[ ص: 121 ] وروي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم بدر : سيهزم الجمع ويولون الدبر بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر [القمر : 45 ، 46] .
وروى ابن أبي شيبة عن وابن جرير -رضي الله تعالى عنه- البراء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل يوم حنين ودعا واستنصر وهو يقول : «أنا النبي لا كذب ، أنا ابن عبد المطلب» ، وقال : «اللهم أنزل نصرك» .
وروى الإمام أحمد وقال حسن غريب ، والترمذي في عمل اليوم والليلة عن والنسائي -رضي الله تعالى عنه- قال : أنس كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا لقي العدو ، قال : «اللهم ، أنت عضدي ، وأنت نصيري ، بك أقاتل» .
وروى الإمام أحمد برجال ثقات عن والطبراني خبيب بن يساف -رضي الله تعالى عنه- قال : أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يريد غزوا لنا ورجل من قومي ، ولم نسلم ، فقلنا : إنا نستحي أن يشهد قومنا مشهدا لا نشهده معهم ، قال : أولو أسلمتما ، قلنا : لا ، قال إنا لا نستعين بالمشركين على المشركين ، قال : فأسلمنا وشهدنا معه ، فقتلت رجلا ، وضربني ضربة ، فتزوجت بابنته ، فكانت تقول : لا عدمت رجلا وشحك هذا الوشاح ، فأقول : لا عدمت رجلا عجل أباك إلى النار .
وروى عن الطبراني -رضي الله تعالى عنه- أبي حميد الساعدي عبد الله بن أبي في ستمائة من مواليه من اليهود من بني قينقاع ، فقال : وقد أسلموا ؟ قالوا : لا ، يا رسول الله ، قال : مروهم فليرجعوا ، فإنا لا نستعين بالمشركين على المشركين . أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج يوم أحد حتى إذا جاوز ثنية الوداع فإذا هو بكتيبة خشنة فقال : من هؤلاء ؟ قالوا :
وروى في مراسيله عن أبو داود الزهري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استعان بناس من اليهود في حربه فأسهم لهم .
روى عن البزار -رضي الله تعالى عنها- قالت : عائشة إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يقاتل عن أحد من أهل الشرك إلا أهل الذمة .