الثالث : في نهيه صلى الله عليه وسلم عن الحكم في حال الغضب والجوع
وروى البخاري عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «لا يحكم أحد بين اثنين وهو غضبان» .
وروى عن الدارقطني -رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أبي سعيد الخدري «لا يقضي القاضي إلا وهو شبعان ريان» .
الرابع : في وعظه صلى الله عليه وسلم الخصمين
روى عن الطبراني -رضي الله تعالى عنه- قال : ابن عمر فمن قضيت له من حق أخيه شيئا فإنما أقطع له قطعة من النار . اختصم رجلان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : إنما أنا بشر مثلكم ، إنما أقضى بينكم بما أسمع منكم ، ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من أخيه ،
وروى الأئمة عن -رضي الله تعالى عنها- أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع جلبة خصمين بباب حجرته فخرج إليهما فقال : «إنما أنا بشر مثلكم وإنكم تختصمون إلي ولعل بعضكم -وفي لفظ : وإنه ليأتيني الخصم فلعل بعضهم- أن يكون ألحن بحجته من بعض ، فأقضي له بنحو ما أسمع ، فمن قضيت له بشيء من حق أخيه فلا يأخذ منه شيئا» .
وفي لفظ : «بحق أخيه فلا يأخذه فإنما أقطع له قطعة من النار» فبكى الرجلان وقال كل واحد منهما لصاحبه : حقي لك ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «أما إذا فعلتما ذلك فاقتسماه وتوخيا الحق ثم استهما ثم تحللا» .
وروى عن الإمام أحمد -رضي الله تعالى عنه- قال : أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إنما أنا بشر ، ولعل أحدكم أن يكون ألحن بحجته من بعض فمن قطعت له من حق أخيه قطعة فإنما أقطع له قطعة من النار» .
[ ص: 167 ] وروى الشيخان عن -رضي الله تعالى عنها- قالت : عائشة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من ظلم قيد شبر من الأرض طوقه الله من سبع أرضين» .
الخامس : في حبسه صلى الله عليه وسلم في تهمة
روى أبو داود ، عن والحاكم معاوية بن حيدة -رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حبس رجلا في تهمة .
وروى النسائي وزاد : ثم خلا عنه . سنده صحيح . والترمذي
وروى أبو يعلى عن والحاكم -رضي الله تعالى عنه- أبي هريرة ورواه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حبس رجلا في تهمة يوما وليلة؛ استظهارا واحتياطا . ولم يقل : «يوما وليلة» . الطبراني ،
وروى عن الطبراني نبيشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حبس رجلا في تهمة .
وروى ابن أبي شيبة مرسلا عن والحاكم أبي مجلز -رحمه الله تعالى- أن عبدا بين رجلين أعتق أحدهما نصيبه فحبسه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى باع فيه غنيمته له .
وروى عن أبو داود معاوية بن حيدة أن أخاه أو عمه قام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يخطب فقال : جيراني بما أخذوا فأعرض عنه ، ثم ذكر شيئا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «خلوا له عن جيرانه» .