الخامس : في بعض فتاويه صلى الله عليه وسلم فيما يتعلق بالزكاة .
رضي الله تعالى عنه- أن رجلا قال : يا رسول الله ، ناشدتك بالله ، أنه أمرك أن تأخذ الصدقة من الأغنياء ، وتعطيها للفقراء ؟ قال : اللهم ، نعم . أنس- رواه الإمام عن - رضي الله تعالى عنه- وهو طرف من حديث الشافعي ضمام بن ثعلبة .
وروى عن مسلم - رضي الله تعالى عنه- قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي هريرة الحديث . «ما من صاحب ذهب ولا فضة لا يؤدي منها حقها إلا إذا كان يوم القيامة صفحت له صفائح من نار ، فأحمي عليها في نار جهنم ، فيكوى بها جنبه وجبينه وظهره» . . .
وروى عن الدارقطني رحمه الله تعالى- قال : عطاء- رضي الله تعالى عنها- كانت تلبس أوضاحا من ذهب ، فسألت عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالت : أكنز هو ؟ فقال : إذا أديت زكاته فليس بكنز . أم سلمة- بلغني أن
وروى الدارقطني فاطمة بنت قيس قالت : أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بطوق فيه سبعون مثقالا من ذهب فقلت : يا رسول الله ، خذ منه الفريضة ، فأخذ منه مثقالا وثلاثة أرباع مثقال قال عن : الدارقطني أبو بكر الهذلي متروك [ ص: 252 ]
وروى عن أبو داود - رضي الله تعالى عنهما- ابن عباس والذين يكنزون الذهب والفضة [التوبة : 34] كبر ذلك على المسلمين فقال : يا نبي الله [إنه كبر على أصحابك هذه الآية فقال : إنه ما فرض الزكاة إلا ليطيب ما بقي من أموالكم فكبر ثم قال : ألا أخبركم بخير ما يكنز المرء ؟ المرأة الصالحة . . . . عمر ، قال : لما نزلت هذه الآية
وروى عن الدارقطني - رضي الله تعالى عنه- عبد الله بن مسعود أن امرأة أتت نبي الله صلى الله عليه وسلم فقالت : إن لي حليا ، وإن زوجي خفيف ذات اليد ، وإن لي ابن أخ أفيجزي عني أن أجعل زكاة الحلي فيهم ؟ قال : نعم .
وروى عن الدارقطني - رضي الله تعالى عنه- قال : قلت : يا رسول الله كم [ . . . ] . ابن مسعود
وروى ابن ماجه أبي سيارة- رضي الله تعالى عنه- قال : قلت : يا رسول الله ، إن لي نخلا قال : أد العشر ، قلت : يا رسول الله ، احمها لي ، فحماها لي . عن
وروى الإمام أحمد وأبو داود رضي الله تعالى عنه- أن علي بن أبي طالب- رضي الله تعالى عنه- سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم في العباس- فرخص له في ذلك . تعجيل زكاته قبل أن يحول الحول عن
روى أبو داود أبيض بن حمال- رضي الله تعالى عنه- أنه كلم رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصدقة حين وفد عليه ، فقال : يا أخا سبأ ، لا بد من صدقة ، فقال إنما زرعنا القطن يا رسول الله وقد تبددت سبأ ولم يبق إلا قليل بمأرب . فصالح نبي الله صلى الله عليه وسلم على سبعين حلة بز من قيمة وفاء فلم يزالوا يؤدونها حتى قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن العمال انتفضوا عليهم بعد قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما صالح أبيض بن حمال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحلل السبعين فرد ذلك على ما وضعه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى مات أبو بكر رضي الله عنه- فلما مات أبو بكر- انتقض ذلك وصارت على الصدقة . أبو بكر عن
وروى عن الدارقطني رضي الله تعالى عنه- علي- أن بعض البادية جاءوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : هل علينا زكاة الفطر ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هي على كل مسلم صغير أو كبير حر أو عبد : صاعا من تمر أو شعير أو أقط .
وروى الشافعي عن والبيهقي طاوس- رحمه الله تعالى- مرسلا والطبراني وابن عساكر رضي الله تعالى عنه- قال : استعملني رسول الله صلى الله عليه وسلم على الصدقة ، فقال : اتق الله تعالى ، يا عبادة بن الصامت- أبا الوليد ، لا تأت يوم القيامة ببعير تحمله له رغاء أو بقرة لها خوار أو شاة تيعر لها نواح [ ص: 253 ]
فقال : يا رسول الله ، وإن ذلك لكذا ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إي والذي نفسي بيده ، إلا من رحم الله» ، قال : والذي بعثك بالحق ، لا أعمل على شيء أبدا . عن
وروى أبو داود بشر بن الخصاصية- رضي الله تعالى عنه- قال : قلت : يا رسول الله ، إن أهل الصدقة يعتدون علينا ، أفنكتم من أموالنا بقدر ما يعتدون علينا ؟ فقال : لا . عن
وروى عن الإمام أحمد رضي الله تعالى عنه- أنس- بني تميم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله إني ذو مال كثير وذو أهل ومال وحاضرة فأخبرني كيف أصنع وكيف أنفق فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «تخرج الزكاة من مالك فإنها طهرة تطهرك وتصل أقرباءك ، وتعرف حق المسكين ، والجار والسائل» ، فقال : يا رسول الله ، أقلل لي ، فقال : آت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ، ولا تبذر تبذيرا ، فقال : يا رسول الله ، إذا أديت الزكاة إلى رسولك ، فقد برئت منها إلى الله ورسوله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «نعم ، إذا أديتها إلى رسولي فقد برئت منها ، ولك أجرها وإثمها على من بدلها» . قال : أتى رجل من
وروى عن الإمام أحمد يزيد بن أبي مريم عن أبي الحوراء السعدي- رحمه الله تعالى- قال : رضي الله تعالى عنهما- ما تذكر من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : أذكر أني أخذت ثمرة من ثمر الصدقة ، فألقيتها في فمي فانتزعها رسول الله صلى الله عليه وسلم بلعابها من فمي فألقاها في التمر ، فقال رجل ما عليك لو أكل هذه الثمرة ؟ فقال : إنا لا نأكل الصدقة . للحسن بن علي- الحديث . قلت
وروى عن الإمام أحمد أبي رافع- رضي الله تعالى عنه- بني مخزوم على الصدقة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «ليس فيما دون خمسة أوساق صدقة ، ولا فيما دون خمس ذود صدقة ، ولا فيما دون خمس صدقة» . أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث رجلا من
وروى النسائي عن رضي الله تعالى عنه- أنه تصدق بحائط له على أبويه ثم توفيا ، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فرده إليه ميراثا . عبد الله بن زيد-
وروي رضي الله عنه- قال : إني أصبت أرضا عمر بن الخطاب- بخيبر لم أصب مالا قط أنفس عندي منه ، فما تأمرني به ؟ قال : إن شئت حبست أصلها ، وتصدقت بها فتصدق بها أنه لا يباع أصلها ، ولا يوهب ولا يورث ، وتصدق بها في الفقراء ، وفي القربي ، وفي الرقاب ، وفي سبيل الله وابن السبيل والضيف ، لا جناح على من وليها أن يأكل منها بالمعروف ، ويطعم غير متمول ، عمر ، قال عن غير متأثل مالا . ابن سيرين :
وروى عن البخاري - رضي الله تعالى عنه- أبي هريرة قال : أن تتصدق ، وأنت صحيح حريص ، تأمل الغنى [ ص: 254 ] وتخشى الفقر ، ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم ، قلت : لفلان كذا ، ولفلان كذا ، وقد كان لفلان . أي الصدقة أفضل ؟ قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ،
وروى أبو داود والعسكري في الأمثال - رضي الله تعالى عنه- أنه قال : يا رسول الله ، أي الصدقة أفضل ؟ قال : جهد المقل وابدأ بمن تعول . أبي هريرة عن
وروى الإمام أحمد عن والبيهقي سراقة بن مالك- رضي الله تعالى عنه- قال : العسكري قال : قيل : يا رسول الله [ . . . . . ] . سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الضالة من الإبل تغشى حياضنا ، هل من أجر ؟ ولفظ
وروى عن أبو داود المسيب رضي الله تعالى عنه- أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أي الصدقة أحب إليك ؟ قال : الماء . سعد بن عبادة- أن
وروى الشيخان زينب امرأة ابن مسعود - رضي الله تعالى عنهما- قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «تصدقن يا معشر النساء ، ولو من حليكن» ، قالت : فرجعت إلى عبد الله ابن مسعود - رضي الله تعالى عنه- فقلت إنك رجل خفيف ذات اليد ، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أمرنا بالصدقة ، فأته فاسأله ، فإن كان ذلك يجزئ عني وإلا صرفتها إلى عويمر فقال رضي الله تعالى عنه- بل ائتيه أنت فانطلقت فإذا امرأة من عبد الله بن مسعود : - الأنصار بباب رسول الله صلى الله عليه وسلم حاجتها مثل حاجتي وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ألقيت عليه المهابة فخرج علينا فقلنا له : ائت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره أن امرأتين بالباب تسألانك أتجزئ الصدقة عنهما على أزواجهما وعلى أيتام في حجورهما ؟ ولا تخبره من نحن ، فدخل بلال ، رضي الله تعالى عنه- على رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الزيانب قال : امرأة بلال- فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لها أجران أجر القرابة ، وأجر الصدقة . عبد الله بن مسعود عن
وروى البخاري رضي الله تعالى عنها- قالت : قلت : «يا رسول الله ، هل لي أجر في عيال أم سلمة- سلمة أن أنفق عليهم ؟ فقال : أنفقي عليهم ، فلك أجر ما أنفقت عليهم» . عن
وروى الشيخان رضي الله تعالى عنهما- قالت : قلت : يا رسول الله ، ما لي مال إلا ما أدخل علي أسماء بنت أبي بكر الصديق- أفأتصدق ؟ قال : تصدقي ولا توعي فيوعى عليك ، وفي لفظ أنفقي أو أنفحي أو أنضحي ، ولا تحصي فيحصى عليك ولا توعي فيوعي الله تعالى عليك . الزبير ، عن
وروى عن مسلم عمير مولى أبي اللحم- رضي الله تعالى عنهما- قال : كنت مملوكا ، فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم : أأتصدق من مال موالي بشيء ؟ قال : نعم ، والأجر بينكما نصفان .
وروى من طريق الإمام أحمد أبي تميمة الهجيمي عن رجل من قومه- رضي الله تعالى [ ص: 255 ] عنه- المدينة الشريفة ، فسألته عن المعروف وعليه إزار من قطن منتثر الحاشية فقلت : عليك السلام يا رسول الله ، فقال : إن «عليك السلام» تحية الموتى ، إن «عليك السلام» تحية الموتى ، إن «عليك السلام» تحية الموتى ، سلام عليكم ، سلام عليكم مرتين أو ثلاثا ، هكذا قال : سألت عن الإزار ، فقلت : أين أتزر ، فأقنع ظهره بعظم ساقه ، وقال : ههنا اتزر ، فإن أبيت فههنا أسفل من ذلك ، فإن أبيت فإن الله- عز وجل- لا يحب كل مختال فخور قال : وسألته عن المعروف ، فقال لا تخفرن من المعروف شيئا لو أن تعطي صلة الحبل ، ولو أن تعطي شسع النعل ولو انتزع ، ولو أن تنزع من دلوك في إناء المستسقي ولو أن تنحي الشيء من طريق الناس يؤذيهم ولو أن تلقى أخاك ووجهك إليه منطلق ، ولو أن تلقى أخاك فتسلم عليه ، ولو أن تؤنس الوحشان في الأرض ، وإن سبك رجل بشيء يعلمه فيك وأنت تعلم فيه نحوه ، فلا تسبه فيكون أجره لك ووزره عليه ، وما سر أذنك أن تسمعه فاعمل به وما تساء أذنك أن تسمعه فاجتنبه . قال : لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض طرق
وروى الشيخان عن رضي الله تعالى عنه- عمر- قال : حملت على فرس في سبيل الله تعالى فرأيته يباع ، فسألت النبي صلى الله عليه وسلم أشتريه ؟ قال : لا تشتره ولا تعد في صدقتك ، وفي لفظ : فأضاعه الذي كان عنده ، فأردت أن أشتريه فسألت النبي صلى الله عليه وسلم فقال : لا تشتره إن أعطاكه بدرهم فإن العائد في صدقته كالكلب يعود في قيئه .
وروى عن البخاري رضي الله تعالى عنها- قالت أم سلمة- أبي سلمة أن أنفق عليهم ، ولست بتاركتهم هكذا ؟ وإنما هم بني ، فقال : نعم ، لك أجر ما أنفقت عليهم . قلت : يا رسول الله ، هل لي أجر في بني
وروى الإمام عن الشافعي بريدة- رضي الله تعالى عنه- أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : إني تصدقت على أمي بعبد وإنها ماتت ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : وجبت صدقتك ، وهو لك بميراثك .
وروى عنه قال : مسلم بينما أنا جالس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ أتت امرأة فقالت : إني تصدقت على أمي بجارية ، وإنها ماتت ، قال : وجب أجرك وردها عليك الميراث .
وروى عن البخاري - رضي الله تعالى عنه- ابن عباس قال : يا رسول الله إن أمي ماتت ، وعليها نذر ؟ فقال : اقضه عنها ، وفي لفظ توفيت أمه ، وهو غائب عنها فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، إن أمي توفيت ، وأنا غائب عنها فهل ينفعها شيء ، إن تصدقت عنها ؟ قال : نعم ، قال : فإني أشهدك أن حائطي المجراف صدقة عليها . سعد بن عبادة أن
وروى عن ابن خزيمة رضي الله تعالى عنه- عقبة بن عامر- قال : أتت النبي صلى الله عليه وسلم امرأة [ ص: 256 ] فقالت : أريد أن أتصدق عن أمي ، وقد توفيت فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : أمرتك بذلك ؟ قالت : لا ، قال : فأمسكي عليك مالك ، فهو خير لك ، وفي لفظ : أتى رجل النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إن أمي توفيت وتركت حليا ، ولم توص فهل ينفعها إن تصدقت عنها ؟ قال احبس عليك مالك .
وروى الشيخان عن - رضي الله تعالى عنها- عائشة أن رجلا قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : إن أمي افتلتت نفسها ، وأراها لو تكلمت تصدقت ، أفأتصدق عنها ؟ قال : نعم ، تصدق عنها .
وروى عن مسلم - رضي الله تعالى عنه- أبي هريرة أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم : إن أبي مات ، ولم يوص أفينفعه أن أتصدق عنه ، قال : نعم .
وروى الشيخان عن رضي الله تعالى عنه- قال : حكيم بن حزام- حكيم : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أسلمت على ما سلف من خير . قلت : يا رسول الله ، أمور كنت أتحنث بها في الجاهلية من صلة وعتاقة وصدقة ، هل كان لي فيها من أجر ؟ قال
وروى مسلم - رضي الله تعالى عنها- قالت : قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم : إن عائشة ابن جدعان كان في الجاهلية يصل الرحم ، ويطعم المساكين ، فهل ذلك نافعه ؟ قال : لا ، يا ، إنه لم يقل يوما رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين . عائشة عن
وروى الإمام أحمد عن وأبو داود - رضي الله تعالى عنه- قال : ابن مسعود قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من سأل الناس ، وله ما يغنيه جاء يوم القيامة ومسألته في وجهه خموش ، أو خدوش ، أو كدوح ، قيل : يا رسول الله وما يغنيه ؟ قال : خمسون درهما .
. . وروى الشيخان عن رضي الله تعالى عنه- عمر بن الخطاب- عن والإمام مالك رضي الله تعالى عنه- عطاء بن يسار- الحديث . كان النبي صلى الله عليه وسلم يعطيني العطاء ، فأقول أعطه أفقر مني ، فقال : خذه فتموله وتصدق به . . .