الرابع عشر : في بعض فتاويه صلى الله عليه وسلم في البيوع والمعاملات ، وما يتعلق بها
روى عن الإمام أحمد رضي الله تعالى عنه- جبير بن مطعم- جبريل عليه السلام قال يا جبريل ، أي البلدان شر ؟ قال : لا أدري حتى أسأل ربي- عز وجل- فانطلق جبريل- عليه السلام- ثم مكث ما شاء الله أن يمكث ، ثم جاء فقال : يا محمد ، إنك سألتني أي البلدان شر ؟ فقلت : لا أدري ، وإني سألت ربي- عز وجل- أي البلدان شر ؟ فقال . أسواقها . أن رجلا أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أي البقاع شر ؟ فقال : لا أدري فلما أتاه
وروى الشيخان عن رضي الله تعالى عنه- قال : قيل : يا رسول الله ، أرأيت شحوم الميتة ، فإنه [ . . . . ] . جابر-
وروى أبو داود والطيالسي والإمامان وعبد بن حميد مالك والشيخان وأحمد وأبو داود عن والنسائي - رضي الله تعالى عنهما- ابن عمر قال : سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا نبي الله ، إني أخدع في البيع فقال له : «فقل من بايعت لا خلابة» .
وروى أبو داود وصححه عن والترمذي رضي الله تعالى عنه- أنس- أبا طلحة سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أيتام ورثوا خمرا ، فقال : أهرقها ، قال : أفلا أجعلها خلا ؟ قال : لا . أن
وروى الإمام أحمد وحسنه والترمذي رضي الله تعالى عنه- قال : كان عندنا خمر ليتيم ، فلما نزلت المائدة ، سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقلت : إنه ليتيم ، قال : «أهريقوه» . أبي سعيد- عن
وروى الإمام أحمد وصححه والترمذي رضي الله تعالى عنه- قال : كان عندنا خمر ليتيم قال : أهرقه أنس- [ ص: 281 ] عن
وروى أبو داود عن والترمذي رضي الله تعالى عنه- أنه أبي طلحة- قال : يا نبي الله ، إني اشتريت خمرا لأيتام في حجري قال : «أهرق الخمر واكسر الدنان» .
وروى الإمام أحمد والثلاثة وحسنه والترمذي رضي الله تعالى عنه- قال : قلت : يا رسول الله ، إن الرجل ليأتيني فيريد مني البيع ، وليس عندي ما يطلب ، فأبتاع له من السوق ؟ قال : «لا تبع ما ليس عندك» . حكيم بن حزام- عن
وروى الإمام أحمد والدارقطني رضي الله تعالى عنه- قال : ابتعت طعاما من طعام الصدقة ، وربحت فيه قبل ما قبضته ، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : يا رسول الله إني أبتاع هذه البيوع ، فما يحل لي منها ، وما يحرم علي منها ، قال : «يا ابن أخي لا تبيعن شيئا حتى تقبضه» . حكيم بن حزام- عن
وروى الشيخان عن رضي الله تعالى عنه- جابر- قيل : وما تشقح ، قال : تحمار وتصفار ويؤكل منها . نهى عن أن تباع الثمرة حتى تشقح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
وروى أبو داود بهيسة عن أبيها- رضي الله تعالى عنه- قال : استأذن أبي النبي صلى الله عليه وسلم فدخل بينه وبين قميصه فجعل يقبل ويلتزم ، ثم قال : يا رسول الله ، حدثني بالشيء الذي لا يحل منعه قال : الماء ، قال يا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ما الشيء الذي لا يحل منعه قال : «الملح» قال : يا نبي الله ، ما الشيء الذي لا يحل منعه ؟ قال : «أن تفعل الخير خير لك» . عن امرأة يقال لها
وروي - رضي الله تعالى عنها- قالت : يا رسول الله ، ما الشيء الذي لا يحل منعه ؟ قال : [الماء . . . ] . عائشة عن
وروى الإمام أحمد عن والترمذي رضي الله تعالى عنه- أنس- أن رجلا كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يبتاع ، وكان في عقله ضعف فأتى أهله النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا : يا رسول الله ، احجر عليه ، فدعاه نبي الله صلى الله عليه وسلم فنهاه ، فقال : يا رسول الله ، إني لا أصبر عن البيع ، فقال : إذا بايعت ، فقل : هاء وهاء ولا خلابة .
وروي عن - رضي الله تعالى عنها- أنها قالت : إن رجلا ابتاع غلاما له . . . . عائشة
وروى البيهقي قيلة أم بني أنمار- رضي الله تعالى عنها- قالت : أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض عمره ، فقالت : يا رسول الله ، إني امرأة أبيع وأشتري فربما أردت أن أشتري السلعة فأعطى بها أقل مما أريد أن آخذها به ثم زدت ثم زدت حتى آخذها بالذي أريد أن آخذها به ، ربما أردت أن أبيع السلعة فاستمت بها أكثر مما أريد أن أبيعها به ثم نقصت ثم [ ص: 282 ] نقصت حتى أبيعها بالذي أريد أن أبيعها به ، فقال لي رسول الله : «لا تفعلي هكذا يا قيلة ، ولكن إذا أردت أن تشتري شيئا فأعطي به الذي تريدين أن تبيعيه ، أعطيت أو منعت» . عن
وروي عن رضي الله تعالى عنه- أبي سعيد- رضي الله تعالى عنه- إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بتمر برني فقال من أين هذا يا بلال- فقال : كان عندنا تمر رديء ، فبعت صاعين بصاع فقال النبي صلى الله عليه وسلم عند ذلك : «أوه عين الربا عين الربا لا تفعل ولكن إذا أردت أن تشتري فبع التمر ببيع آخر ثم اشتره» . بلال ؟ قال : جاء
وروي عن أبي سعيد - رضي الله تعالى عنهما- وأبي هريرة خيبر ، فجاءهم بتمر جنيب فقال : أكل تمر خيبر هكذا ؟ قال : لا ، والله يا رسول الله ، إنا لنأخذ الصاع من هذا بالصاعين والصاعين بالثلاثة ، فقال لا تفعل بع الجمع بالدراهم ، ثم ابتع بالدراهم جنيبا . أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استعمل رجلا على
وروى مسلم وعبد الرزاق رضي الله تعالى عنهما- البراء بن عازب- قالا : كنا تاجرين على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألناه عن الصرف ، فقال : «إن كان يدا بيد فلا بأس ، وإن كان نسيئا فلا يصلح» وفي لفظ : فلا يصلح نسيئة وزيد بن أرقم ورواه عن بلفظ : البخاري سألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصرف فقال : «إن كان يدا بيد فلا بأس» .
وروى مسلم فضالة بن عبيد- رضي الله تعالى عنه- قال : اشتريت يوم خيبر قلادة باثني عشر دينارا ، فيها ذهب وخرز ، ففصلتها فوجدتها أكثر من اثني عشر ، فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال : «لا تباع حتى تفضل» . عن
وروى عن الإمام أحمد - رضي الله تعالى عنهما- ابن عمر فإني أخاف عليكم الرما ، والرما هو الربا» فقام إليه رجل فقال : يا رسول الله ، أرأيت الرجل يبيع الفرس بالأفراس والنجيبة بالإبل ؟ قال : «لا بأس إذا كان يدا بيد» . «لا تبيعوا الدينار بالدينارين ، ولا الدرهم بالدرهمين ولا الصاع بالصاعين ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
وروى عن الإمام أحمد - رضي الله تعالى عنهما- ابن عمر بالبقيع فأبيع بالدنانير وآخذ الدراهم فقال : لا تبيعوا الدينار بالدينارين ، والدرهم بالدرهمين . قال : كنت أبيع الإبل
زيد بن عياش- رضي الله تعالى عنه- أنه سأل عن البيضاء بالسلت فقال : أيتها أفضل ؟ قال : البيضاء ، قال : فنهاه عن ذلك وقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل عن شراء التمر بالرطب ، فقال عليه السلام : «أينقص الرطب إذا يبس ؟ » قال : نعم ، فنهاه عن ذلك . سعد بن أبي وقاص وروى
وروى عن البيهقي - رضي الله تعالى عنهما- ابن عمر ولا تسلموا في نخل حتى يبدو صلاحه» . أن رجلا أسلف في نخل قبل أن [ ص: 283 ] يطلع ؟ قال : لا ، قلت : لم ؟ فقال : لأن رجلا أسلم في حديقة نخل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يطلع النخل ، فلم تطلع النخل شيئا ذلك العام ، فقال المشتري : هو لي حتى يطلع ، وقال البائع ، إنما بعتك النخل هذه السنة ، فاختصما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال للبائع : «أخذ من نخلك شيئا ؟ » قال : لا ، قال : «لم تستحل ماله ؟ اردد عليه ما أخذت منه ؟
وروي عن محمد بن عبد الله بن جحش- رضي الله تعالى عنه- جبريل- عليه السلام- آنفا . عن أبيه أن رجلا أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أرأيت إن جهدت بنفسي ومالي ، فماذا لي ؟ قال : الجنة ، فلما ولى قال : إلا الدين سارني به
وروى عن الإمام أحمد عبد الله بن جحش- رضي الله تعالى عنه- جبريل ، عليه السلام- آنفا . أن رجلا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، ماذا لي إن قاتلت في سبيل الله حتى أقتل ؟ قال : الجنة ، فلما ولى قال : إلا الدين سارني به
وروى عن الإمام أحمد جابر بن عبد الله أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : أرأيت إن جاهدت بنفسي ومالي فقتلت صابرا محتسبا مقبلا غير مدبر أدخل الجنة ؟ قال : نعم ، فأعاد ذلك مرتين أو ثلاثا قال : نعم إن لم يكن عليك دين ليس عندك وفاؤه .
وروى عن الإمام أحمد رضي الله تعالى عنه- قال : أبي سعيد- سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : «أعوذ بالله من الكفر والدين» ، فقال رجل : يا رسول الله ، أيعدل الدين بالكفر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : نعم .
وروى الإمام أحمد رضي الله تعالى عنه- قال : كنا جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ أتي بجنازة فقالوا : يا نبي الله ، صل عليها ، قال : هل ترك شيئا ؟ قالوا : لا ، قال : هل ترك عليه دينا ؟ قالوا : ألا نصلي عليه ؟ ثم أتي بجنازة بعد ذلك ، فقال : هل ترك عليه من دين ؟ قالوا : لا ، قال : هل ترك من شيء ؟ قالوا : ثلاثة دنانير ، قال : ثلاث كيات ، قال : فأتى بالثالثة ، فقال : هل ترك عليه من دين ، قالوا : نعم قال : هل ترك من شيء ؟ قالوا : لا ، قال : صلوا على صاحبكم ، فقال رجل من الأنصار يقال له سلمة بن الأكوع- يا رسول الله ، علي دينه فصل عليه . أبو قتادة : عن
وروى الشيخان عن - رضي الله تعالى عنه- أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يؤتى بالرجل المتوفى عليه الدين فيسأل هل ترك لدينه فضلا ؟ فإن حدث أنه ترك وفاء صلى عليه ، وإلا قال : صلوا على صاحبكم ، فلما فتح الله عليه الفتوح قال : أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم من توفي وعليه دين ، فعلي قضاؤه ومن ترك مالا فلورثته .
وروى عن البيهقي رضي الله تعالى عنه- قال : أنس- [ ص: 284 ] قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «رأيت ليلة أسري بي على باب الجنة مكتوبا : الصدقة بعشر أمثالها ، والقرض بثمانية عشر» : حدثنا البخاري حدثنا أبو نعيم سفيان عن سلمة عن أبي سلمة عن رضي الله عنه قال : أبي هريرة «إن خياركم أحسنكم قضاء» . «كان لرجل على النبي صلى الله عليه وسلم سن من الإبل ، فجاءه يتقاضاه ، فقال صلى الله عليه وسلم : «أعطوه» . فطلبوا سنه فلم يجدوا إلا سنا فوقها ، فقال : «أعطوه» . فقال : أوفيتني أوفى الله بك . قال النبي صلى الله عليه وسلم :
وروى الإمام أحمد والنسائي رضي الله تعالى عنه- قال : بعت من النبي صلى الله عليه وسلم بكرا ، فأتيته أتقاضاه ، فقلت : يا رسول الله ، اقضني ثمن بكري ؟ فأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ جملا قد أسن ، فقال : يا رسول الله ، هذا خير من بكري قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إن خير القوم أحسنهم قضاء» . العرباض بن سارية- عن
وروى الإمام أحمد والبيهقي سعد بن الأطول أن أخاه مات وترك ثلاثمائة دينار وترك عيالا فأردت أن أنفق عليهم ، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إن أخاك محبوس بدينه ، فاذهب فاقض عنه» قال : فذهبت فقضيت عنه ثم جئت ، فقلت : يا رسول الله قد قضيت عنه ، ولم يبق إلا امرأة تدعي دينارين ، وليست لها بينة قال : «أعطها فإنها صدقة» . عن
وروى عن الإمام أحمد رضي الله تعالى عنه- قال : أنس- غلا السعر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : يا رسول الله ، لو سعرت ، فقال : «إن الله هو الخالق القابض الباسط الرازق المسعر ، وإني لأرجو أن ألقى الله ، ولا يطلبني أحد بمظلمة ظلمتها إياه في دم ولا مال» .
وروى الإمام أحمد وأبو داود عن والبيهقي - رضي الله تعالى عنه- أبي هريرة أن رجلا قال : يا رسول الله ، سعر ، فقال : «إن الله تعالى يسعر ويخفض ويرفع ، ولكن أرجو أن ألقى الله وليس لأحد عندي مظلمة» ، وفي لفظ : بل الله يخفض ويرفع وإني لأرجو أن ألقى ربي وليس أحد منكم يطلبني بمظلمة بدم ولا مال .
وروى عن الإمام أحمد الشريد بن سويد- رضي الله تعالى عنه- «الجار أحق بسقبه» . أن رجلا قال : يا رسول الله ، أرض ليس لأحد فيها شراك ولا قسم ولا استئجار ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
وروى الإمام أحمد - رضي الله تعالى عنه- قال : قلت : يا رسول الله ، أي الظلم أعظم ؟ قال : «ذراع من الأرض ينتقصه من حق أخيه ، فليست حصاة من الأرض أخذها إلا طوقها يوم القيامة ، إلى قعر الأرض ، ولا يعلم قعرها إلا الذي خلقها» ابن مسعود [ ص: 285 ] عن
وروى عن رجل من أبو داود مزينة- رضي الله تعالى عنه- قال : صنعت امرأة من المسلمين لرسول الله صلى الله عليه وسلم طعاما [ . . . . . ] .
وروى عن البخاري - رضي الله تعالى عنه- قال : أبي هريرة قالت : الأنصار- رضي الله تعالى عنهم- يا رسول الله ، أقسم بيننا ، وبين إخواننا النخيل ، قال : لا ، فقالوا : تكفوننا المئونة ونشرككم في الثمرة قالوا : سمعنا وأطعنا .
وروى الشيخان - رضي الله تعالى عنهما- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى أرض تهتز زرعا ، فقال : لمن هذه ؟ قالوا : اكتراها فلان ، فقال : «أما إنه لو منحها إياه كان خيرا له من أن يأخذ عليها أجرا معلوما» . ابن عباس عن