الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              السادس عشر : في بعض فتاويه صلى الله عليه وسلم في الفرائض والمواريث .

                                                                                                                                                                                                                              روى الإمام أحمد والدارقطني عن عمران بن الحصين - رضي الله تعالى عنه- أن رجلا [ ص: 287 ] أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : إن ابني مات فما لي من ميراثه ؟ فلما أدبر قال : لك السدس فلما أدبر قال : لك سدس آخر فلما ولى دعاه ، قال : إن السدس الآخر طعمة .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الطبراني في الأوسط وأبو الشيخ في الفرائض عن عمر بن الخطاب- رضي الله تعالى عنه- قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف قسم الجدة ؟ قال : «ما سؤالك عن ذلك يا عمر ؟

                                                                                                                                                                                                                              إني أظنك أن تموت قبل أن تعلم ذلك» ،
                                                                                                                                                                                                                              قال : سعيد بن المسيب- رحمه الله تعالى عليه- فمات قبل أن يعلم ذلك .

                                                                                                                                                                                                                              وروى ابن راهويه وابن مردويه قال الشيخ وهو صحيح عن ابن المسيب أن عمر- رضي الله تعالى عنه- سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف تورث الكلالة ؟ فقال : أوليس قد بين الله تعالى ذلك ثم قال : وإن كان رجل يورث كلالة [النساء : 12] إلى آخرها ، فكأن عمر لم يفهم فأنزل الله تعالى : يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة [النساء : 176] إلى آخر الآية ، فكأن عمر لم يفهم فقال : لحفصة- رضي الله تعالى عنها- إذا رأيت من رسول الله صلى الله عليه وسلم طيب نفس فاسأليه عنها ، فرأيت منه طيب نفس فسألته عنها ، فقال : أبوك ذكر لك هذا ما أرى أباك يعلمها أبدا فكان يقول : ما أراني أعلمها أبدا ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما قال .

                                                                                                                                                                                                                              وروى أبو الشيخ في كتاب الفرائض عن البراء بن عازب- رضي الله تعالى عنهما- قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الكلالة فقال : «ما خلا الولد والوالد» .

                                                                                                                                                                                                                              وروي عن زيد بن أسلم- رضي الله تعالى عنه- مثله .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الدارقطني عن أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه- قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ميراث العمة والخالة ، فقال : «لا أدري حتى يأتيني جبريل» ، ثم قال : أين السائل عن ميراث العمة والخالة ؟ فأتى الرجل ، فقال : سارني جبريل أنه لا شيء لهما ، لم يسنده غير مسعدة عن محمد بن عمرو وهو ضعيف والصواب مرسل .

                                                                                                                                                                                                                              وروى أبو داود والترمذي عن تميم الداري- رضي الله تعالى عنه- قال : قلت : يا رسول الله : ما السنة في الرجل يسلم على يدي الرجل من المسلمين قال : «هو أولى الناس بمحياه ومماته» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى أبو داود والترمذي عن بريدة- رضي الله تعالى عنه- أن امرأة أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : كنت تصدقت على أمي بوليدة ، وإنها ماتت وتركت تلك الوليدة قال : «قد وجب أجرك ورجعت إليك في الميراث» .

                                                                                                                                                                                                                              روى الإمام أحمد عن ابن عمرو- رضي الله عنهما- أن رجلا قال : يا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إني أعطيت أمي حديقة في حياتها . وإنها توفيت ولم تدع وارثا غيري فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم [ ص: 288 ] أحسبه قال : إن الله- تبارك وتعالى- رد عليك حديقتك وقبل صدقتك .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية