الثالث : في حديث أصحابه بين يديه واستماعه لهم صلى الله عليه وسلم .
روى ابن أبي شيبة وأبو الحسن بن الضحاك رحمه الله تعالى- قال قلت : سماك بن حرب- لجابر بن سمرة أكنت تجالس رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : نعم كثيرا : كان يطيل الصمت ، وكان يصلي الصبح ، فيجلس ونجلس معه ، فيتذاكرون الشعر وأمر الجاهلية فيضحكون ، ويتبسم الرسول صلى الله عليه وسلم ورواه الإمام عن أحمد وابن سعد عن جابر .
وروى الحارث بن أبي أسامة وأبو الحسن بن الضحاك خارجة بن زيد بن ثابت- رضي الله تعالى عنه- قال : دخل نفر على أبي فقالوا : حدثنا عن زيد بن ثابت ،
رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : كنت جاره ، وكان إذا نزل عليه الوحي بعث إلي فأكتب الوحي ، وكنا إذا ذكرنا الدنيا ذكرها معنا ، وإذا ذكرنا الآخرة ذكرها معنا ، وإذا ذكرنا الطعام ذكره معنا فكل هذا أحدثكم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بعض أخلاق [ ص: 385 ] ورواه عن ابن سعد عن والترمذي زيد مختصرا .
وروى الإمام عن عمران بن حصين أحمد عن والبزار رضي الله تعالى عنه- قال : ابن عمر- بني إسرائيل حتى يصبح ، لا يقوم فيها إلا لعظم صلاة . كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدثنا ليلة عامة عن
وروى أبو بكر بن أبي خيثمة عثمان بن عبد الله بن أوس عن جده أنه كان في الوفد الذين قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم من بني مالك فأنزلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في قبة له بين المسجد وأهله ، فكان يختلف إليهم فيحدثهم ، بعد العشاء الآخرة . عن
وروى عنه قال : أبو داود الطيالسي ، أو قال أقضيه ، الحديث . كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتينا فيحدثنا بعد عشاء الآخرة ، فاحتبس عنا ليلة عن الوقت الذي كان يأتينا فيه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إنه طرأ علي حزبي من القرآن ، فأحببت أن لا أخرج حتى أقرأه»
وروى عن أبو سعيد بن الأعرابي رضي الله تعالى عنهما- قال : عبد الله بن عمرو- كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيرا ما يحدثنا هذا الحديث ، عن امرأة كانت ترضع صبيا لها على سفح جبل ، فقال : يا أمه من خلقك ؟ قالت : الله ؟ قال : فمن خلق أبي ؟ قالت : الله قال : فمن خلق السماء ؟ قالت : الله ، قال : فمن خلق الأرض ؟ قالت : الله ، قال : فمن خلق الجبل ؟ قالت : الله ، قال : فمن خلق البقر ؟ قالت : الله ، قال : فمن خلق الغنم ؟ قالت : الله ، قال الطفل : إني لا أسمع لله شأنا فألقى نفسه من الجبل فتقطع ، انتهى . [ ص: 386 ]