الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              قصة أخرى .

                                                                                                                                                                                                                              روى البزار وأبو نعيم عن بريدة رضي الله عنه قال : جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله قد أسلمت فأرني شيئا أزداد به يقينا ، قال : «ما الذي تريد ؟ » قال : ادع تلك الشجرة ، فلتأتك ، قال : «اذهب فادعها» ، فأتاها الأعرابي ، فقال : أجيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم فمالت على جانب من جوانبها ، فقطعت عروقها ، ثم مالت على الجانب الآخر فقطعت عروقها حتى أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : السلام عليك يا رسول الله ، فقال : «بم تشهدين ، يا شجرة ؟ » قالت : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأنك عبد الله ورسوله ، قال : «صدقت» ، فقال الأعرابي : حسبي حسبي ، مرها فلترجع إلى مكانها ، فقال : «ارجعي إلى مكانك ، وكوني كما كنت» ، فرجعت إلى حفرتها ، فجلست على عروقها في الحفرة ، فوقع كل عرق مكانه الذي كان فيه ، ثم التأمت عليها الأرض ، فقال الأعرابي : أتأذن لي يا رسول الله أن أقبل رأسك ورجليك ، ففعل ، ثم قال : أتأذن لي أن أسجد لك ؟ فقال : «لا يسجد أحد لأحد» .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية