الباب التاسع في استجارة الغزالة به وشهادتها له بالرسالة صلى الله عليه وسلم
روى الطبراني والبيهقي عن وأبو نعيم رضي الله عنه عن أنس بن مالك زيد بن أرقم من طريق والبيهقي علي بن قادم وأبو العلاء خالد بن طهمان عن عطية عن أبي سعيد الخدري ، والطبراني عن وأبو نعيم أم سلمة ، عن وأبو نعيم وهو غريب ، ورجاله خرج لهم في الكتب الستة ، أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر على قوم قد اصطادوا ، ولفظ أنس : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض سكك المدينة فمررنا بخبأ أعرابي وإذا بظبية مشدودة إلى الخباء ، فقالت : يا رسول الله ، إن هذا الأعرابي اصطادني . وفي لفظ
قال فأنا والله رأيتها تسبح في البرية وهي تقول : لا إله إلا الله زيد بن أرقم : محمد رسول الله ، قال مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على قوم صادوا ظبية فشدوها على عمود فسطاط فقالت : يا رسول الله أخذت ولي خشفان في البرية ، وقد انعقد اللبن في أخلافي ، فلا هو يذبحني فأستريح ، ولا يدعني ، فأرجع إلى خشفي في البرية ، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إن تركتك ترجعين ؟ » قالت : نعم ، وإلا عذبني الله عذابا أليما ، وفي لفظ : فاستأذن لي أرضعهما وأعود إليهم ، قال : «وتفعلين ؟ » قالت : عذبني الله عذاب العشار إن لم أفعل ، فقال : «أين صاحب هذه ؟ » فقال القوم : نحن يا رسول الله ، قال : «خلوا عنها حتى تأتي خشفها ترضعها وترجع إليكم» ، فقالوا : من لنا بذلك ؟ قال : «أنا» ، فأطلقوها فذهبت فأرضعت ثم رجعت إليهم فأوثقوها ، فمر بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : «أين صاحب هذه ؟ » قالوا : [ ص: 520 ] هو ذا نحن يا رسول الله ، قال : «تبيعونها ؟ » فقالوا : هي لك يا رسول الله ، فقال : «خلوا عنها» وأطلقوها ، فذهبت ، وهي تضرب برجلها الأرض فرحا وتقول : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأنك رسول الله ، القطب الحضرمي في خصائصه : هذا الحديث ضعفه بعض الحفاظ لكن طرقه يتقوى بعضها ببعض ، انتهى .
وقال الشيخ : لهذا الحديث طرق كثيرة تشهد أن للقصة أصلا ، انتهى .
وقال الحافظ في أماليه على مختصر ابن المهلب بعد أن أورده من حديث حديث غريب أبي سعيد وعلي بن قادم ، وشيخه وشيخ شيوخه كوفيون فيهم مقال ، وأشدهم ضعفا عطية ولو توبع حكمت بحسنه .