الباب العاشر في شهادة الضب له بالرسالة صلى الله عليه وسلم
روى البيهقي أن أعرابيا صاد ضبا فقال : لا آمنت بك حتى يؤمن هذا الضب ، فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الضب ، فقال : «يا ضب» ، قال : لبيك وسعديك يا رسول الله ، يا زين من وافى القيامة ، قال : «من تعبد ؟ » قال : الذي في السماء عرشه وفي الأرض سلطانه ، وفي البحر سبيله ، وفي الجنة رحمته ، وفي النار عقابه ، قال : «من أنا ؟ » قال : رسول رب العالمين وخاتم النبيين ، قد أفلح من صدقك ، وخاب من كذبك ، فقال الأعرابي : والله لا أبتغي أثرا بعد عين ، أشهد أن لا إله إلا الله وأن عمر بن الخطاب ، محمدا رسول الله . عن
قال وروي في ذلك عن البيهقي عائشة وما ذكرناه هو أمثل أسانيده ، وهو [ ص: 521 ] أيضا ضعيف والحمل فيه على وأبي هريرة محمد بن علي بن الوليد السلمي البصري ، قال الذهبي : صدق والله فإنه خبر باطل ، وقال البيهقي المزني : لا يصح إسنادا ولا متنا ، وبالغ رفيقه ابن تيمية ، فقال : وضعه بعض قصاص البصرة ، ولفظه متبين عليه شواهد الوضع .
قال الحيضري : رجال أسانيده وطرقه ليس فيهم من يتهم بالوضع ، وأما الضعف ففيهم ، ومثل ذلك لا يتجاسر على دعوى الوضع فيه ، فيها ما هو أبلغ من هذا ، فليس فيه ما ينكر شرعا خصوصا مع رواية الأئمة له فيها ، وهو ضعيف لا ينتهي إلى درجة الوضع . انتهى . ومعجزات النبي صلى الله عليه وسلم عظيمة
ولحديث طريق آخر ليس في السلمي ، رواه عمر وقد ورد أيضا مثله من حديث علي ، رواه أبو نعيم ومن حديث ابن عساكر رواه ابن عباس ابن الجوزي .