الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

فتح المغيث بشرح ألفية الحديث للعراقي

السخاوي - شمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي

صفحة جزء
[ كراهة تعليق الخط والمشق ] :

( وشره ) أي : الخط ( التعليق ) وهو فيما قيل : خلط الحروف التي ينبغي تفرقتها ، وإذهاب أسنان ما ينبغي إقامة أسنانه ، وطمس ما ينبغي إظهار بياضه .

( و ) كذا ( المشق ) بفتح أوله وإسكان ثانيه ، وهو خفة اليد وإرسالها مع بعثرة الحروف وعدم إقامة الأسنان ، كما كان شيخنا يحكي أن بعضهم كان يقول لمن يراه يكتب كذلك : تكتبون تمشقون تضيعون الكاغد . فيجتمعان في عدم إقامة الأسنان ، ويختص التعليق بخلط الحروف وضمها ، والمشق ببعثرتها وإيضاحها بدون القانون المألوف ، وذلك كما قال بعض الكتاب : مفسدة لخط المبتدي ، ودال على تهاون المنتهي بما يكتب . غير أنهم يستعملون المشق والتعليق وإغفال الشكل والنقط في المكاتبات .

قال الماوردي في " أدب الدين والدنيا " : وهو مستحسن فيها ، فإنهم لفرط [ ص: 52 ] إدلالهم بالصنعة وتقدمهم في الكتابة يكتفون بالإشارة ويقتصرون على التلويح ، ويرون الحاجة إلى استيفاء شروط الإبانة تقصيرا .

قال : وإن كان كل ذلك في كتب العلم مستقبحا ( كما ) أنه ( شر القراءة إذا ما ) ; أي : إذا ( هذرما ) بالمعجمة ; أي : أسرع بحيث يخفى السماع .

فقد روى الخطيب في جامعه من طريق أبي محمد بن درستويه ، عن عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري فيما حكاه عن عمر بن الخطاب أنه قال : " شر الكتابة المشق ، وشر القراءة الهذرمة ، وأجود الخط أبينه " .

وعنده أيضا عن علي قال : " الخط علامة ، فكلما كان أبين كان أحسن " وعن ابن قتيبة أيضا عن إبراهيم بن العباس قال : وزن الخط وزن القراءة ، أجود القراءة أبينها ، وأجود الخط أبينه .

التالي السابق


الخدمات العلمية