الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ العلو بالقرب إلى إمام من الأئمة ] :

( و ) الثاني من الأقسام : علو نسبي ، وهو ( قسم القرب إلى إمام ) من أئمة الحديث ذي صفة علية من حفظ وفقه وضبط ; كالأعمش ، وابن جريج ، والأوزاعي ، وشعبة ، والثوري ، والليث ، ومالك ، وابن عيينة ، وهشيم ، وغيرهم ممن حدث عن التابعين ، وكذا ممن حدث عن غيرهم ، كل ذلك إن صح الإسناد إليه كما سلف في الذي قبله ، وأقل ما بيني وبين هؤلاء بالسند [ ص: 343 ] الجيد تسعة وسائط ، إلا هشيما فثمانية ، وحديثه في جزء ابن عرفة .

ثم سواء كان العدد في هذا القسم من ذاك الإمام إلى منتهاه عاليا ; كابن عيينة عن كل من الزهري وحميد وغيرهما عن أنس ، أو نازلا كابن عيينة عن محمد بن عجلان عن بكير بن عبد الله بن الأشج عن معمر بن أبي حبيب عن عبيد الله بن عدي بن الخيار عن عمر بن الخطاب ، لكنه في العالي الغاية القصوى .

وقد أدرج شيخنا في هذا القسم العلو إلى صاحب تصنيف ; كالصحيحين ، والكتب الستة ، وغيرها مما بيني وبين كل واحد منهم ثمانية وسائط ، بل وفي بعضها أقل ، وأفرده ابن دقيق العيد في قسم مستقل .

وكذا ابن طاهر في تصنيفه في هذا النوع ، لكنه جعله قسمين : أحدهما العلو إلى صاحبي الصحيحين وأبي داود وأبي حاتم وأبي زرعة ، وثانيهما إلى ابن أبي الدنيا والخطابي وأشباههما ، وإن كان أكثر حديث هؤلاء يقع لنا بعلو من غير جهتهم ، وربما يكون عاليا عندهم أيضا .

التالي السابق


الخدمات العلمية