الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

فتح المغيث بشرح ألفية الحديث للعراقي

السخاوي - شمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي

صفحة جزء
[ لا ينبغي التحديث بدون قرار ] :

( ولا تحدث عجلا ) بكسر الجيم ، أي : حال كونك مستعجلا ; لأنه قد يفضي إلى السرعة في القراءة الناشئ عنها الهذرمة غالبا ( أو أن تقم ) أي : في حال قيامك .

( أو في الطريق ) ماشيا كنت أو جالسا ، فقد كان مالك يكره ذلك كله ، وقال : أحب أن أتفهم ما أحدث به عن رسول الله صلى الله عليه وسلم . بل قيل له : لم لم تكتب عن عمرو بن دينار ؟ قال : أتيته والناس يكتبون [ ص: 227 ] عنه قياما ، فأجللت حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أكتبه وأنا قائم .

واتفق له مع أبي حازم أيضا نحوه ، وكذا صرح الخطيب بالكراهة فقال : يكره التحديث في حالتي المشي والقيام حتى يجلس الراوي والسامع معا ويستوطنا ، فذلك أحضر للقلب ، وأجمع للفهم ، ولكل مقام مقال ، وللحديث مواضع مخصوصة شريفة دون الطرقات والأماكن الدنية . قال : وهكذا يكره التحديث مضطجعا .

وحكاه عن سعيد بن المسيب ، وحين يكون مغموما أو مشغولا ، قال : ولو حدث محدث في هذه الأحوال كلها لم يكن مأثوما ، ولا فعل أمرا محظورا ، وأجل الكتب كتاب الله ، وقراءته في هذه الأحوال جائزة ، فالحديث فيها بالجواز أولى .

قلت : وقد فعله فيهما جماعة من المتأخرين ، وبالغ بعض المتساهلين فكان يقرأ عليه الماشي حال كونه راكبا ، وذلك قبيح منهما .

التالي السابق


الخدمات العلمية