الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ حكم سياق تمام للحديث الذي وقع فيه الاقتصار ] إذا علم هذا فما تقدم فيما إذا أورد الحديث بتمامه ثم عطف عليه ، ( و ) أما ( قوله ) أي الراوي ( إذ بعض متن لم يسق ) بل حذف ، ثم عطف عليه ، ووقع الاقتصار على طرف منه ما نصه .

( وذكر الحديث ) أو : وذكره ، أو نحوهما ، كقوله : الحديث بتمامه أو بطوله ، أو : إلى آخره . كما جرت به عادة كثير من الرواة ( فالمنع ) من سياق تمام الحديث في هذه الصورة ( أحق ) منه في التي قبلها ، ويقتصر حينئذ على القدر المثبت منه فقط إلا مع البيان . وممن صرح فيها بالمنع الأستاذ أبو إسحاق الإسفرائيني ورخص فيه بعضهم .

( وقيل إن يعرف ) المحدث والطالب ( كلاهما ) مع هذه الإشارة ( الخبر ) بتمامه ( يرجى ) كما نص عليه الإسماعيلي ( الجواز ) قال : ( والبيان ) مع ذلك للواقع بأن يقتص ما ذكره المحدث من الحديث ثم يقول : وتمامه كذا وكذا . ويسوقه هو [ ص: 203 ] ( المعتبر ) أي : الأولى ، ويتأكد فيما إذا كان سمع الطالب المتن على المحدث .

ولذا قال ابن كثير : إنه ينبغي أن يفصل فيقال : إن كان سمع الحديث المشار إليه قبل ذلك على الشيخ في ذلك المجلس أو في غيره فتجوز الرواية ، وتكون الإشارة إلى شيء قد سلف بيانه وتحقق سماعه ، وإلا فلا .

( وقال ) ابن الصلاح : ( إن يجز ) في الصورة المحكية عن الإسماعيلي ( فـ ) روايته ( بالإجازه لما طوى ) من الحديث هو التحقيق . قال : لكنها إجازة أكيدة قوية . يعني لأنها إجازة شيء معين لمعين ، وفي المسموع ما يدل على المجاز مع المعرفة به ، فأدرج فيه . ( واغتفروا ) أي من يفعله من المحدثين ( إفرازه ) عن المسموع بصيغة تدل لها . قلت : أو لعل فاعله ممن يذهب إلى جواز أداء المجاز بـ " أخبرنا " و " ثنا " كما سلف .

التالي السابق


الخدمات العلمية