( 601 ) وليبن أولا على روايه كتابه ويحسن العنايه ( 602 ) بغيرها بكتب راو سميا
أو رمز أو بكتبها معتنيا ( 603 ) بحمرة وحيث زاد الأصل
حوقه بحمرة ويجلو كيف
( و ) بعد هذا ( يحسن العنايه بغيرها ) أي : بغير الرواية التي أصل كتابه عليها ، ويبين ما وقع التخالف فيه من زيادة أو نقص أو إبدال لفظ بلفظ أو حركة لإعراب أو نحوها ، وذلك إما بكتب ما زاد أو أبدل أو اختلف إعرابه بين السطور إن اتسعت ، وإلا فبالحاشية .
أو ( بكتب راو ) عرف بذلك الزائد أو المحذوف أو المبدل أو الإعراب ، إن كان المخالف واحدا ، وإلا فأكثر حسبما يتفق ، سواء ( سميا ) هذا الراوي ; أي : كتبه باسمه ، وكذا بما يقوم مقامه مما يعرف به ( أو ) رمز له ( رمزا ) بحرف أو أكثر ، كما مر في كتابة الحديث وضبطه ، مع زيادة إيضاح مما كان الأنسب ضمهما بمكان واحد .
( أو ) بالنقل ( بكتبها ) ; أي : الزيادة ونحوها [ ص: 106 ] من إبدال وإعراب ، وهو الطريق الثاني حال كونه ( معتنيا ) به ( بحمرة ) كما فعله من المشارقة ، أبو ذر الهروي من المغاربة ، وكثير من الشيوخ والمقيدين ، غير ناظرين لحكاية تلميذ صاحب ( الهداية ) من الحنفية عن السلف الصالح كراهة الكتابة بها ; لأنها شعار وأبو الحسن القابسي المجوس وطريقة القدماء من الفلاسفة ، أو بخضرة أو صفرة أو غيرها من الألوان المباينة للمداد المكتوب به الأصل .
( وحيث زاد الأصل ) الذي أصل عليه شيئا ( حوقه ) بدائرة كما شرح قريبا ، أو بـ ( لا ) ثم ( إلى ) ، ويكون ما يسلكه من هذا ( بحمرة ) أو خضرة أو غيرهما ( ويجلو ) أي : يوضح مراده من رمز أو لون ، بأن يقول مثلا : قد رمزت في كتابي هذا لفلان بكذا ، أو أشرت لفلان بالحمرة أو بالخضرة . أو نحو ذلك بأول كل مجلد أو آخره على ما سبق ، ولا يعتمد حفظه في ذلك وذكره ، فربما نسي ما اصطلحه فيه لطول العهد ، بل ويتعطل غيره ممن يقع له كتابه عن الانتفاع به حيث يصير في حيرة وعمى ، ولا يهتدي للمراد بتلك الرموز أو الألوان .
واعلم أن من المهمات ، وهو أحد الأسباب المقتضية لامتياز ( شرح العناية باختلاف الروايات مع الطرق ) لشيخنا على سائر الشروح ، ولكن فيه محذور للقاصرين حيث يضم حين قراءته أو كتابته رواية مع أخرى فيما لا يصح التلفيق فيه ، وقد قال البخاري : وليكن فيما تختلف فيه الروايات قائما بضبط ما يختلف فيه في كتابه ، جيد التمييز بينها ، كيلا تختلط وتشتبه فيفسد عليه أمرها . ابن الصلاح