( 606 ) قلت ورمز قال إسنادا يرد قافا وقال الشيخ حذفها عهد ( 607 ) خطا ولا بد من النطق كذا
قيل له وينبغي النطق بذا
وبالجملة فالرمز لها اصطلاح متروك ، ( و ) لكن ( قال الشيخ ) : [ ص: 109 ] ( حذفها ) كلها أصلا ورأسا ( عهد ) فيما جرى عليه أهل الحديث ( خطا ) ، حتى إنهم يحذفون الأولى من مثل عن ابن الصلاح قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال : ( ولا بد من النطق ) بها حال القراءة لفظا . أبي هريرة
يعني لأن الأصل الفصل بين كلامي المتكلمين للتمييز بينهما ، وحيث لم يفصل فهو مضمر ، والإضمار خلاف الأصل ، إلا أن هذا لا يقتضي اشتراط التلفظ كما أشعر به تعبيره .
نعم قد صرح في ( فتاواه ) بأن عدم النطق بها لا يبطل السماع في الأظهر وإن كان خطأ من فاعله ، واحتج لذلك بأن حذف القول جائز اختصارا قد جاء به القرآن العظيم .
وتبعه النووي في ( تقريبه ) فقال : تركها خطأ ، والظاهر صحة السماع ، بل جزم به في مقدمة ( شرح مسلم ) فإنه قال : فلو ترك القارئ لفظ " قال " في هذا كله فقد أخطأ ، والسماع صحيح للعلم بالمقصود ، ويكون هذا من الحذف لدلالة الحال عليه ، وصرح الشهاب عبد اللطيف بن المرحل النحوي بإنكار اشتراط التلفظ بها ، ثم هل يكفي الاقتصار على النطق بالرمز لها ؟ الظاهر : نعم .
وإليه أشار الكرماني في " قال " وكذا في " ثنا " و " أنا " جميعا ، وعبارته : وينبغي للقارئ أن يلفظ بكل من " قال " و " ثنا " و " أنا " صريحا ، فلو ترك ذلك كان [ ص: 110 ] مخطئا ، لكن السماع صحيح للعلم بالمقصود ، ولدلالة الحال على المحذوف .
قال شيخنا : وفيه نظر ; لأنه يلزم منه أن يقول : قال " خ " . ويريد : قال . أو يقول : " ثنا خ " . ومراده : ثنا البخاري . وأن يقول : " ثنا م " . ويريد : ثنا البخاري مسلم ، وليس بلازم لكونه في الصيغ لا في الأسماء .
على أنه قد توقف كما سلف في أن الأولى عدم الرمز عن الراوي بالكتابة حيث قال : إنه بعد أن شاع وعرف الاصطلاح لا فرق بين الرمز وغيره إلا من جهة نقص الأجر لنقص الكتابة .
وكأنه يفرق بين الكتابة وبين القراءة باصطلاح رمز الأسماء والصيغ كتابة دون رمزهما قراءة ، وفيه توقف إلا من جهة الخفاء بالنطق في الراوي رمزا ، ثم صرح شيخنا بمصادمة تصحيح الكرماني السماع لقول : إنه لا بد . ابن الصلاح
قال : والذي يظهر لي امتناعه - أي : الحذف في " ثنا " و " أنا " ، وفي مثل " ثنا خ " ، و " ثنا م " - وجوازه في " قال " يعني قبل : " ثنا " ; لأن " ثنا " بمعنى : قال لنا ، فاشتراط إعادة " قال " ليس بشيء . انتهى .
( وكذا ) مما عهد حذفه أيضا لفظ " أنه " في مثل ما رواه الترمذي من حديث حذيفة رضي الله عنه قال : رأى رجلا . الحديث . فإن تقديره : قال : إنه رأى رجلا . وقول : ثنا البخاري ، سمع الحسن بن الصباح . جعفر بن عون
و ( كذا قيل له ) في مثل : قرئ على فلان ، قيل له : أخبرك فلان ، ( وينبغي ) كما قال مع ملاحظة ما قررناه في " قال " للقارئ أيضا ( النطق بذا ) ; أي : قيل له . وكذا أنه ونحوهما . قال : ووقع في بعض ذلك : قرئ على فلان ، حدثنا فلان . فهذا ينطق فيه بـ " قال " ، يعني : لا قيل له ، لكونه أخصر ، وإلا فلو قال : قيل له . قلت كما عبر به ابن الصلاح النووي في مقدمة ( شرح مسلم ) لما امتنع .