[ ] : كراهة الإخراج بدون التحرير
و ( كذاك ) رأى الأئمة كراهة ( الإخراج ) ممن يصنف لشيء من تصنيفه إلى الناس ( بلا تحرير ) وتهذيب وتكرير لنظر فيه وتنقيب .
قال ابن المعتز : لحظة القلب أسرع خطوة من لحظة العين ، وأبعد غاية ، وأوسع مجالا ، وهي الغائصة في أعماق أودية الفكر ، والمتأملة لوجوه العواقب ، والجامعة بين ما غاب وحضر ، والميزان الشاهد على ما نفع وضر ، [ ص: 329 ] والقلب كالمملي للكلام على اللسان إذا نطق ، واليد إذا كتبت ، فالعاقل يكسو المعاني وشي الكلام في قلبه ، ثم يبديها بألفاظ كواش في أحسن زينة ، والجاهل يستعجل بإظهار المعاني قبل العناية بتزيين معارضها ، واستكمال محاسنها .
وليعلم كما قال : إنه يستدل على عقل المرء بعد موته بتصنيفه ، أو شعره ، أو رسالته . وكما قال هلال بن العلاء : ( إن الإنسان في سلامة من أفواه الناس ما لم يضع كتابا أو يقل شعرا ) . الأصمعي
وكما قال العتابي : ( إن من صنف فقد استشرف المديح والذم ، فإن أحسن فقد استهدف للحسد والغيبة ، وإن أساء فقد تعرض للشتم ، واستقذف بكل لسان ) .
ونحوه ما نقله القاضي عن أبو يعلى بن الفراء أنه قال : ( من صنف فقد استهدف ، فإن أحسن فقد استعطف ، وإن أساء فقد استقذف ) . عبد الله بن المقفع