الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ الاختلاف في حد تقدم الوفاة في العلو ] :

و ( أما العلو ) المستفاد من مجرد تقدم وفاة شيخك ( لا مع التفات ) نظر ( لـ ) شيخ ( آخر ) بالصرف للضرورة ; فقد اختلف في حده ، ( فقيل ) يكون ( للخمسينا ) من السنين مضت بعد وفاته ، كما نقله الحافظ أبو علي النيسابوري عن شيخه الحافظ أبي العباس أحمد بن عمير بن يوسف بن موسى بن جوصاء الدمشقي شيخ الشام ، وكان من أركان الحديث ، أنه قال : إسناد خمسين سنة من موت الشيخ إسناد علو . ( أو الثلاثين مضت سنينا ) ; أي : من السنين ، قال الحافظ أبو عبد الله بن منده : إنه إذا مر على الإسناد ثلاثون سنة فهو عال . [ ص: 356 ] .

قال ابن الصلاح : ( وهذا أوسع من الأول ، يعني : سواء أراد قائله مضيها من موته ، أو من حين السماع منه ، ولكنه في ثانيهما - كما قال المصنف - بعيد ; لأنه يجوز أن يكون شيخه إلى الآن حيا ) .

قال : والظاهر أنه أراد إذا مضى على إسناد كتاب أو حديث ثلاثون سنة ، وهو في تلك المدة لا يقع أعلى من ذلك ككتاب البخاري في سنة ستين وسبعمائة مثلا على أصحاب ابن الزبيدي ; فإنه قد مضت عليه ثلاثون سنة من موت من كان آخر من يرويه عاليا ، وهو الحجار ، وكهو أيضا في سنة أربع وثمانين وثمانمائة على من يرويه عن أصحاب الحجار وطبقته ; فإنه قد مضت عليه بمصرنا نحو ثمانية وستين سنة ، وبغيره أكثر ، وهو في هذه الطبقة ; لأن آخر من كان يرويه بالسماع عائشة ابنة ابن عبد الهادي ، وكانت وفاتها في ربيع الأول سنة ست عشرة وثمانمائة .

وقال الحافظ المزي مما هو أوسع : الذي أختاره - وهو الأحسن - أن من مات شيخ شيخه قبل أن يولد فسماعه من شيخه عال .

التالي السابق


الخدمات العلمية