الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
7119 [ ص: 61 ] 3342 - (7159) - (2 \ 231) عن أبي هريرة، قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال: يا رسول الله! أي الصدقة أعظم أجرا؟ قال: " أما وأبيك لتنبأنه: أن تصدق وأنت صحيح شحيح، تخشى الفقر، وتأمل البقاء، ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت: لفلان كذا، ولفلان كذا، وقد كان لفلان".

التالي السابق


* قوله: " أما ": - بالتخفيف - .

* " وأبيك ": قيل: هذا على عادة العرب من جري مثل هذا على اللسان بلا تعمد، والنهي عن تعمد مثله، فلا إشكال، وقيل: بل يحتمل أن يكون قبل النهي، أو هو بتقدير: وخالق أبيك; مثلا .

* " لتنبأنه ": هو من نبأ - المشدد - بمعنى: أخبر، على بناء المفعول للمخاطب مع نون الثقيلة، والضمير المنصوب للذي هو أعظم أجرا من الصدقة .

* " أن تصدق ": أي: تتصدق؟ بحذف إحدى التاءين .

* " شحيح ": بخيل; أي: من شأنك أن تبخل بالمال; لأن صحة الإنسان محل لذلك .

* " تخشى الفقر ": بالتصدق .

* " وتأمل ": - بضم الميم - ، وهو مرفوع؟ أي: ترجوه، وتطمع به، ولا شك أن البقاء يقتضي جمع المال وحفظه .

* " ولا تمهل ": - بالنصب - .

* " بلغت ": أي: الروح. قال النووي: والمراد: قاربت بلوغ الحلقوم; إذ لو بلغته حقيقة، لم يصح تصرفه بالاتفاق. [ ص: 62 ] * " وقد كان لفلان ": أي: صار له; أي: قارب أن يصير له، فالإعطاء منه ليس فيه مخالفة مقتضى النفس، بل هو كالإعطاء من مال الغير، والله تعالى أعلم .

* * *




الخدمات العلمية