الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            صفحة جزء
            ص - لنا أن إرسال الأئمة من التابعين كان مشهورا مقبولا ، [ ولم ينكره ] أحد ، كابن المسيب ، والنخعي ، والشعبي [ والحسن ] وغيرهم .

            [ ص: 764 ] فإن قيل : يلزم أن يكون المخالف خارقا . قلنا : خرق الإجماع الاستدلالي أو الظني لا يقدح . وأيضا : لو لم يكن عدلا عنده - لكان مدلسا في الحديث .

            التالي السابق


            ش - احتج المصنف على المذهب المختار عنده بوجهين : أحدهما أن إرسال أئمة النقل من التابعين كان مشهورا مقبولا ، ولم ينكره أحد ، كإرسال ابن المسيب ، والشعبي وإبراهيم النخعي وغيرهم من التابعين ، فكان إجماعا على قبول مرسل أئمة النقل .

            فإن قيل : لو كان ما ذكرتم إجماعا لكان المخالف الذي لم يقبل المرسل مقدوحا لكونه خارقا للإجماع . أجاب بأن الموجب للقدح خرق الإجماع القطعي .

            أما الإجماع الاستدلالي والظني فلا يقدح في خارقه . [ ص: 765 ] الثاني : أنه لو لم يقبل المرسل لكان لكون الأصل غير عدل عند المرسل . والتالي باطل فالمقدم مثله . أما الملازمة فظاهرة .

            وأما بطلان التالي فلأنه لو كان الأصل غير عدل عند المرسل وقد روى عنه ، لكان مدلسا في الحديث على المستمعين ، وهو يوجب القدح في عدالة الراوي .

            ولقائل أن يقول على الأول : لا نسلم أن عدم الإنكار على قبول مراسيل هؤلاء المذكورين لأجل أنهم من أئمة النقل ، بل لأجل أنهم لا يروون إلا عن العدول ، كما قال الشافعي ، رحمه الله .

            وعلى الثاني أنه يقتضي قبول المرسل من كل عدل وإن لم يكن من أئمة النقل .




            الخدمات العلمية