الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
8093 4095 - (8292) - (2 \ 323) عن ضمضم بن جوس اليمامي، قال: قال لي أبو هريرة: يا يمامي! لا تقولن لرجل : والله! لا يغفر الله لك، أو لا يدخلك الله الجنة أبدا. قلت: يا أبا هريرة! إن هذه لكلمة يقولها أحدنا لأخيه وصاحبه إذا غضب. قال: فلا تقلها; فإني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " كان في بني إسرائيل رجلان، كان أحدهما مجتهدا في العبادة، وكان الآخر مسرفا على نفسه، فكانا متآخيين، فكان المجتهد لا يزال يرى الآخر على ذنب، فيقول: يا هذا! أقصر، فيقول: خلني وربي، أبعثت علي رقيبا؟! قال: إلى أن رآه يوما على ذنب استعظمه، فقال له: ويحك! أقصر. قال: خلني وربي، أبعثت علي رقيبا؟! قال: فقال: والله! لا يغفر الله لك، أو: لا يدخلك الله الجنة أبدا. قال أحدهما، قال: فبعث الله إليهما ملكا، فقبض أرواحهما، واجتمعا عنده، فقال للمذنب: اذهب فادخل الجنة برحمتي. وقال للآخر: أكنت بي عالما؟ أكنت على ما في يدي قادرا؟ اذهبوا به إلى النار. قال: فوالذي نفس أبي القاسم بيده! لتكلم بكلمة أوبقت دنياه وآخرته".

التالي السابق


* قوله: " أقصر ": من الإقصار، وهو الكف عن الشيء مع القدرة عليه، فإن عجز عنه، يقول: قصرت عنه، بلا ألف .

* " خلني وربي ": أي: لا تكن حكما بيني وبينه; لعله يغفر لي. [ ص: 498 ] * " برحمتي ": لحسن ظنه به تعالى .

* " اذهبوا به إلى النار ": لكذبه على الله من غير علم .

* " أوبقت ": أي: أهلكت .

* * *




الخدمات العلمية