الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
مسألة

في رجل له عشرين سنة يشرب الخمر، ولا يصلي إلا بعض الأعياد والجمع، لكنه يتصدق وينظر المعسر، فهل يثاب على ذلك؟ وهل إذا تاب يجب عليه قضاء ما فاته من الواجبات؟

الجواب

الحمد لله. تارك الصلاة يجب أن يستتاب، فإن تاب وإلا عوقب عقوبة شديدة حتى يصلي بإجماع المسلمين. وأكثر الأئمة كمالك والشافعي وأحمد يقولون: إنه إذا لم يصل فإنه يقتل، واختلف هل يقتل كافرا أو فاسقا على قولين. وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ليس بين العبد وبين الكفر إلا ترك الصلاة" ، وقال: "العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر".

وأما إذا فعل شيئا من الخير فإن الله لا يظلم، فإن اليهود [ ص: 112 ] والنصارى إذا فعلوا خيرا فإن الله يثيبهم عليه في الدنيا، لكن هذا لا يدفع عنه عقوبة ترك الصلاة. ويجب عليه المحافظة على الصلوات في مواقيتها. ومن ترك الصلاة متعمدا فقد قال بعض العلماء: إن الإثم الذي عليه لا يسقط ولا غيره، ولا يقبل منه القضاء، بل يتوب ويستغفر. وقال الأكثرون: بل يقضي ويتوب من التأخير، والله أعلم. [ ص: 113 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية