الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
خاتمة

الحمد لله الذي أكمل الدين، وأتم علينا النعمة، ورضي لنا الإسلام دينا: ( ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ) (آل عمران: 85) .. ثم أما بعد:

فهذا غيض من فيض، وقطر من غيث، ينهمر من بشائر المستقبل للإسلام، بظهوره وانتشاره، وسيادة حضارته في العالمين، فكل أخبار القرآن صدق، وأحكامه عدل: ( وتمت كلمت ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم ) (الأنعام: 115) .. وفي تعاليم الإسلام والسنة، وفقه الشريعة الإسلامية، دلائل لا تستقصى، تبشر كلها بالمستقبل للإسلام: ( ولتعلمن نبأه بعد حين ) (ص: 88) .. ( والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون ) (يوسف: 21) .

ولا يزال في موضوع المستقبل للإسلام، كثير مما يحفز الدعاة إلى الله، للعمل على بصيرة، وفقنا الله ومن والانا، لتصويب النظر على قضايا المستقبل للإسلام، نجدد بحسن تقديمها أمر ديننا، ثم إننا نجدد دعوتنا إلى أمتنا، ونخص جيلنا المعاصر، وشبابنا، عدة المستقبل، أن يسارعوا إلى الاستجابة لداعي الحق: ( يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم ) (الأنفال: 24) .. وأن يكونوا عند أمل أمتهم بهم، فيلتزموا ذكر الله، وساحات الجهاد، ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا، ويعتصموا بحبل الله المتين، ويلجأوا إليه، قانتين، في النوازل وغيرها، ليكونوا حملة لواء الشريعة، والدعوة إلى تطبيقها، وإحياء الشعائر، وإقامة الدين كله، مراعين واقع مجتمعاتهم، وأدب التدرج، والانتقال في المراحل، حاملين رسالة الرحمة والرأفة، مقتدين بإمامهم ونبيهم، عليه الصلاة والسلام، في رأفته ورحمته بالمسلمين، ومن يعيش في كنفهم، ليعيشوا السعادة الحقيقية مع المسلمين، في ظل التزامهم شريعة الإسلام، وإقامتها في شئون حياتهم كلها. سائلين الله أن يهدي شباب الإسلام، صناع المستقبل، وقادة المسلمين، وأن يعزهم بالإسلام، ويعز الإسلام بهم، ليصنعوا مستقبل الإسلام المشرق، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. [ ص: 164 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية