الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
        خاتمة الباب:

        هكذا نكون قد أكملنا تقديم ما نسميه "دليل تشغيل آلية السياق"؛ بدءا بـ "دواعي" استخدامها، فـ"الغاية" المرجوة منها، فـ "مسارات" التشغيل الأمثل، وانتهاء بـ "مخاطر" التشغيل الخاطئ. [ ص: 192 ]

        فبينا أن "دواعي تشغيلها" تنحصر في "معالجة اللبس"، عبر أربع مراحل؛ في أصل "الدلالة" عند "الواضع"، وفي قصد "الإفهام" عند "المتكلم"، وفي قصـد "التـفهم" عند "الناظر"، وفي قصد "التفهيم" عند "المناظر".

        وبينا أن "الغاية المتوخاة" من تشغيلها تنحصر في "الوقوف على قـصـد المتـكلم"؛ "تحـريرا" لـه بـ"دفع اللبـس" عنـد "الاسـتـعـمـال"، أو "تحديدا" له بـ"رفع اللبس" عند "الحمل".

        وأما "مسارات تشغيلها الأمثل"، فقد "فصلناها"؛ بدءا بحسم التردد بين الوضع والاستعمال، فتمييز الحقيقة من المجاز، فجعل الكنايات صرائح، فإبراز ما وراء اللفظ من إشارة وتنبيه واقتضاء، فتعيين معاني الصيغ في الإخبار والاستخبار والأمر والنهي، فتوسيع الدلالة وتضييقها تعميما وتخصيصا وإطلاقا وتقييدا، فتغيير حـكم الأقوال والأفعال من مقتضى إلى نقيضه، ومن محتمل إلى معين، ومن ظـاهر إلى مـؤول، وانتهاء بقصر المشـترك على بعض معانيه. ثم "أجملنا" كل ذلك في "الترجيح بين المعاني بحسب المقتضيات".

        وبينا آخرا؛ أن هـذه الآلية لا تؤدي المطلوب منها على الأوجه الأمثل إلا بتـكامل الأدوار بين مكوناتـهـا الثـلاثة البارزة؛ المـقـال والمـقـام والنـسق، وإلا بوجود المكون الرابع الضمني، وهو القرينة، في بعض الثلاثة أو في جميعها. [ ص: 193 ]

        التالي السابق


        الخدمات العلمية