الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                        معلومات الكتاب

                                                                                        المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية

                                                                                        ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني

                                                                                        صفحة جزء
                                                                                        3812 - حدثنا محمد بن عباد ، ثنا حاتم بن إسماعيل ، عن معاوية - يعني ابن أبي مزرد - ، عن عبد الله ابن أبي طلحة ، عن أبيه ، عن أبي طلحة - رضي الله عنه - ، قال : دخلت المسجد ، فعرفت في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم الجوع ، فخرجت حتى أتيت أم سليم - رضي الله عنها - وهي أم أنس بن مالك - رضي الله عنه - ، كانت تحت مالك أبي أنس - فقلت : يا أم سليم إني عرفت في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم الجوع ، فهل عندك من شيء ؟ فقالت : عندي شيء وأشارت بكفها ، فقال لها : اصنعي وانعمي ، فأرسلت أنسا - رضي الله عنه - إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلت : ساره في أذنه ، وادعه فلما أقبل أنس - رضي الله عنه - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أرسلك أبوك يدعونا يا بني ؟ قال : نعم ، فقال صلى الله عليه وسلم لأصحابه - رضي الله عنهم - : اذهبوا باسم الله ، قال : فأدبر أنس - رضي الله عنه - يشتد حتى أتى أبا طلحة - رضي الله عنه - ، فقال : هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أتاك في الناس ، قال - رضي الله عنه - : فخرجت أنا وهو حتى لقينا رسول الله صلى الله عليه وسلم عند الباب على مستراح الدرجة ، فقلت : يا رسول الله ، ماذا صنعت بنا ؟ إنما عرفت في وجهك الجوع ، فصنعنا لك شيئا تأكله ، قال صلى الله عليه وسلم : ادخل ، وأبشر ، قال : فأخذها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجمعها في الصحفة بيده ، ثم أصلحها ، فقال صلى الله عليه وسلم : هل من ؟ [ ص: 547 ] كأنه يعني الأدم ، قال : فأتوه صلى الله عليه وسلم بعكة فيها شيء - أو ليس فيها شيء - فقال بها رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده ، فأسلت منها السمن ، ثم قال صلى الله عليه وسلم : أدخل علي عشرة عشرة ، فأكلوا كلهم وشبعوا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للفضل الذي فضل : كلوا أنتم وعيالكم فأكلوا وشبعوا .

                                                                                        وهو في الصحيح من حديث أنس .

                                                                                        [ ص: 548 ]

                                                                                        التالي السابق


                                                                                        الخدمات العلمية