الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                        معلومات الكتاب

                                                                                        المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية

                                                                                        ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني

                                                                                        صفحة جزء
                                                                                        3856 - وقال ابن أبي عمر : حدثنا بشر بن السري ، ثنا مهدي بن ميمون ، عن محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب ، عن بشر بن شغاف ، عن عبد الله بن سلام - رضي الله عنه - ، قال : لما كان حين فتحت نهاوند أصاب المسلمون سبايا من اليهود ، فأقبل رأس الجالوت ، فتلقى سبايا اليهود ، فأصاب رجل من المسلمين جارية وضيئة صبيحة ، فقال لي : هل لك أن تمشي معي إلى هذا الإنسان ، عسى أن يثمن لي في هذه الجارية ؟ فانطلقت معه ، فدخلنا على شيخ مستكبر ، له ترجمان ، فقال لرجل معه : سل هذه الجارية : وقع عليها هذا العربي ؟ قال : ورأيت أنه غار حين رأى حسنها ، فراطنها بلسانه ، ففهمت الذي قال ، فقلت له : لقد أثمت بما تجد في كتابك ; بسؤالك هذه الجارية عما وراء ثيابها ، فقال لي : كذبت ، وما يدريك ما في كتابي ؟ قال : قلت : أنا أعلم بكتابك منك ، قال : أنت أعلم بكتابي مني ؟ قلت : نعم ، أنا أعلم بكتابك منك ، قال : من هذا ؟ قالوا : عبد الله بن سلام ، قال : فانصرفت [ ص: 659 ] من عنده ذلك اليوم ، فأرسل لي رسولا لتأتيني بعزمة ، وبعث إلي بدابة ، قال : فانطلقت إليه احتسابا ; رجاء أن يسلم ، فحبسني عنده ثلاثة أيام ، أقرأ عليه التوراة ويبكي ، فقلت له : إنه والله لهو النبي الذي تجدونه في كتابكم ، فقال لي : فكيف أصنع باليهود ؟ قال : قلت : إن اليهود لن يغنوا عنك من الله شيئا ، فأبى أن يسلم ، وغلب عليه الشقاء .

                                                                                        * صحيح موقوف .

                                                                                        التالي السابق


                                                                                        الخدمات العلمية