الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                        معلومات الكتاب

                                                                                        المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية

                                                                                        ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني

                                                                                        صفحة جزء
                                                                                        3898 - وقال الحارث : حدثنا يحيى بن أبي بكير ، ثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن عمرو بن ميمون ، قال : شهدت عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - غداة طعن ، فكنت في الصف الثاني ، وما يمنعني أن أكون في الصف الأول إلا هيبته ، كان - رضي الله عنه - يستقبل الصف إذا أقيمت الصلاة ، فإن رأى إنسانا متقدما أو متأخرا أصابه بالدرة ، فذلك الذي منعني أن أكون في الصف الأول ، فكنت في الصف الثاني ، فجاء عمر - رضي الله عنه - يريد الصلاة ، فعرض له أبو لؤلؤة غلام المغيرة بن شعبة ، فناجاه عمر - رضي الله عنه - غير بعيد ، ثم تركه ، ثم ناجاه ، ثم تركه ، ثم ناجاه ، ثم تركه ، ثم طعنه ، فرأيت عمر - رضي الله عنه - قائلا بيده هكذا ، يقول : دونكم الكلب فقد قتلني ، فماج الناس ، فقال قائل : الصلاة ، عباد الله ، قد طلعت الشمس ، فصلى بهم عبد الرحمن بن عوف - رضي الله عنه - بأقصر سورتين في القرآن : إذا جاء نصر الله و إنا أعطيناك الكوثر قال : فاحتمل عمر - رضي الله عنه - ، فقال : يا عبد الله ، ناولني الكتف ، فلو أراد الله تعالى أن يمضي ما فيها أمضاه ، قال عبد الله - رضي الله عنه - : أنا أكفيك ، أمحوها ، فقال : لا ، والله لا يمحوها أحد غيري ، فمحاها عمر - رضي الله عنه - بيده ، وكان فيها فريضة الجد ، ثم قال - رضي الله عنه - : ادعوا لي عليا ، وعثمان - رضي الله عنهما - ، وطلحة ، والزبير ، وعبد الرحمن بن [ ص: 776 ] عوف ، وسعدا - يرضى الله عنهم - ، قال : فدعوا ، فلم يكلم - رضي الله عنه - أحدا من القوم إلا عليا وعثمان - رضي الله عنهما - ، قال : يا علي ، إن هؤلاء القوم لعلهم أن يعرفوا لك قرابتك من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وما أعطاك الله تعالى من الفقه والعلم ، فإن ولوك هذا الأمر فاتق الله فيه ، ثم قال - رضي الله عنه - : يا عثمان ، لعل هؤلاء القوم أن يعرفوا لك صهرك من رسول الله صلى الله عليه وسلم وشرفك ، فإن ولوك هذا الأمر فاتق الله ، ولا تحملن بني أبي معيط على رقاب الناس ، ثم قال - رضي الله عنه - : يا صهيب ، صل بالناس ثلاثا ، وأدخل هؤلاء في بيت ، فإذا أجمعوا على رجل ، فمن خالفهم فليضربوا رأسه ، فلما خرجوا قال - رضي الله عنه - : إن ولوا الأجلح سلك بهم الطريق ، فقال له عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - فما يمنعك ؟ قال - رضي الله عنه - : أكره أن أحملها حيا وميتا .

                                                                                        * هذا حديث صحيح ، أخرجه البخاري بأتم من هذا السياق ، وقد توخيت ما زاد عليه .

                                                                                        التالي السابق


                                                                                        الخدمات العلمية