الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ 1053 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرنا أبو الفضل أحمد بن محمد بن سهل الصيرفي ببغداد ، حدثنا أبو عثمان سعيد بن عثمان الخياط الزاهد ، حدثنا سعيد بن بحر القراطيسي ، حدثني بهدلة بن نمير ، قال : كنت في مجلس يزيد بن هارون أكتب الحديث بواسط وكانت نفقتي قد قلت ، فقال لي رجل من الزهاد : من تؤمل في هذا البلد لما نزل بك ؟ فقلت يزيد بن هارون ، فالتفت إلي مغضبا ، قال لي : إذا والله لا يسعفك في حاجتك ، ولا يبلغك أملك ، ولا يعطيك سؤلك ، فقلت له : ولم ذلك ؟ قال : لأني قرأت في الكتب السالفة : أن الله تبارك وتعالى يقول في بعض أسفار التوراة : " وعزتي وجلالي وجودي وكرمي لأقطعن أمل كل مؤمل غيري بالإياس ولألبسنه ثوب المذلة ما [ ص: 356 ] حيي في الناس ، ولأنحينه من بابي ولأطردنه من وصلي ، أيؤمل غيري في الشدائد ، والشدائد بيدي ؟ ويرجى غيري ؟ ويطرق بالفقر أبواب الملوك ، والأبواب مغلقة ، ومفاتيحها بيدي ؟ وبابي مفتوح لمن دعاني ، من الذي قرع بابي فلم أفتح له ؟ ومن الذي دعاني فلم أجبه ، ومن الذي سألني فلم أعطه ؟ " وذكر حديثا طويلا .

التالي السابق


الخدمات العلمية