الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ 1093 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرني أبو سعيد أحمد بن يعقوب الثقفي ، وأبو محمد عبد الله بن محمد بن موسى العدل ، قالا : حدثنا محمد بن أيوب ، حدثنا عبد الأعلى بن حماد ، حدثنا أبو عاصم العباداني ، عن الفضل بن عيسى ، عن محمد بن المنكدر ، عن [ ص: 380 ] جابر بن عبد الله ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " يدعو الله بالمؤمن يوم القيامة حتى يوقفه بين يديه ، فيقول : عبدي ، إني أمرتك أن تدعوني ، ووعدتك أن أستجيب لك ، فهل كنت تدعوني ؟ فيقول : نعم ، يا رب ، فيقول : أما إنك لم تدعني بدعوة إلا استجبت لك ، أليس دعوتني في يوم كذا وكذا لغم نزل بك أن أفرجه عنك ففرجته عنك ؟ فيقول : نعم يا رب ، فيقول : إني عجلتها لك في الدنيا ، ودعوتني يوم كذا وكذا لغم نزل بك أن أفرج عنك فلم تر فرجا ؟ قال : نعم يا رب ، فيقول : إني ادخرت لك بها في الجنة كذا وكذا ، ودعوتني في حاجة أقضيها لك في يوم كذا وكذا فقضيتها ؟ فيقول : نعم يا رب ، فيقول : فإني عجلتها لك في الدنيا ، ودعوتني في يوم كذا وكذا في حاجة أقضيها فلم تر قضاءها ؟ فيقول : نعم يا رب ، فيقول : إني ادخرتها لك في الجنة كذا وكذا " ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فلا يدع الله دعوة دعا بها عبده المؤمن إلا بين له إما أن يكون عجل له في الدنيا ، وإما أن يكون ادخر له في الآخرة . قال : " فيقول المؤمن في ذلك المقام : يا ليته لم يكن عجل له شيء من دعائه " .

التالي السابق


الخدمات العلمية