قوله: فنقبوا الفاء عاطفة على المعنى كأنه قيل: اشتد بطشهم [ ص: 34 ] فنقبوا. والضمير في "نقبوا": إما للقرون المتقدمة وهو الظاهر، وإما لقريش، ويؤيده قراءة ابن عباس وابن يعمر وأبي العالية ونصر بن سيار وأبي حيوة والأصمعي عن "فنقبوا" بكسر القاف أمرا لهم بذلك. والتنقيب: التنقير والتفتيش، ومعناه التطواف في البلاد. قال أبي عمرو الحارث بن حلزة :
4097 - نقبوا في البلاد من حذر المو ت وجالوا في الأرض كل مجال
وقال امرؤ القيس :
4098 - وقد نقبت في الآفاق حتى رضيت من الغنيمة بالإياب
وقرأ ابن عباس أيضا في رواية "نقبوا" بفتح القاف خفيفة. ومعناها ما تقدم. وقرئ "نقبوا" بكسرها خفيفة أي: تعبت أقدامهم وأقدام إبلهم ودميت، فحذف المضاف، وذلك لكثرة تطوافهم. وأبو عمرو
قوله: هل من محيص مبتدأ، وخبره مضمر تقديره: هل لمن [ ص: 35 ] سلك طريقتهم، أو هل لهم من محيص، وهذه الجملة تحتمل أن تكون إلى إضمار قول، وأن لا تكون.