الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (46) قوله: مقام ربه : يجوز أن يكون مصدرا، وأن يكون مكانا. فإن كان مصدرا، فيحتمل أن يكون مضافا لفاعله، أي: قيام ربه عليه وحفظه لأعماله من قوله: أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت ويروى هذا المعنى عن مجاهد ، وأن يكون مضافا لمفعوله. والمعنى: القيام بحقوق الله فلا يضيعها. وإن كان مكانا فالإضافة بأدنى ملابسة لما كان الناس يقومون بين يدي الله تعالى للحساب في عرصات القيامة. قيل: فيه مقام الله. والظاهر أن الجنتين لخائف واحد. وقيل: [ ص: 178 ] جنة لخائف الناس، وأخرى لخائف الجن، فيكون من باب التوزيع. وقيل "مقام" هنا مقحم والتقدير: ولمن خاف ربه وأنشد:


                                                                                                                                                                                                                                      4186 -. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ونفيت عنه مقام الذئب كالرجل اللعين



                                                                                                                                                                                                                                      أي: نفيت الذئب، وليس بجيد; لأن زيادة الاسم ليست بالسهلة.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية