الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (7) قوله: سبحا : العامة على الحاء المهملة وهو مصدر سبح، وهو استعارة، استعار للتصرف في الحوائج السباحة في الماء، وهي البعد فيه. وقرأ يحيى بن يعمر وعكرمة وابن أبي عبلة "سبخا" بالخاء المعجمة. واختلفوا في تفسيرها، فقال الزمخشري : [ ص: 520 ] استعارة من سبخ الصوف: وهو نفشه ونشر أجزائه لانتشار الهم وتفرق القلب بالشواغل. وقيل: التسبيخ: التخفيف، حكى الأصمعي: سبخ الله عنك الحمى، أي: خففها عنك. قال الشاعر:


                                                                                                                                                                                                                                      4366- فسبخ عليك الهم واعلم بأنه إذا قدر الرحمن شيئا فكائن



                                                                                                                                                                                                                                      أي: خفف. ومنه "لا تسبخي بدعائك"، أي: لا تخففي. وقيل: التسبيخ: المد. يقال: سبخي قطنك، أي: مديه، والسبيخة: قطعة من القطن. والجمع سبائخ. قال الأخطل يصف صائدا وكلابا:


                                                                                                                                                                                                                                      4367- فأرسلوهن يذرين التراب كما     يذري سبائخ قطن ندف أوتار



                                                                                                                                                                                                                                      وقال أبو الفضل الرازي: "وقرأ ابن يعمر وعكرمة "سبخا" بالخاء معجمة وقالا: معناه نوما، أي: ينام بالنهار ليستعين به على قيام الليل. وقد تحتمل هذه القراءة غير هذا المعنى، لكنهما فسراها فلا تجاوز عنه". قلت: في هذا نظر; لأنهما غاية ما في الباب أنهما نقلا هذه القراءة، وظهر لهما تفسيرها بما ذكرا، ولا يلزم من ذلك أنه لا يجوز غير ما ذكرا من تفسير اللفظة.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية