الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (24) قوله: أبشرا : منصوب على الاشتغال، وهو الراجح، لتقدم أداة هي بالفعل أولى، "ومنا" نعت له. و"واحدا" فيه وجهان، أظهرهما: أنه نعت لـ "بشرا" إلا أنه يشكل عليه تقديم الصفة [ ص: 139 ] المؤولة على الصريحة. ويجاب: بأن "منا" حينئذ ليس وصفا بل حال من "واحدا" قدم عليه. والثاني: أنه نصب على الحال من هاء "نتبعه" وهو تخلص من الإعراب المتقدم. إلا أن المرجح لكونه صفة قراءتهما مرفوعين: أبشر منا واحد نتبعه على ما سيأتي فهذا يرجح كون "واحدا" نعتا لـ "بشرا" لا حالا. وقرأ أبو السمال فيما نقل الهذلي والداني برفعهما على الابتداء، و"واحد" صفته "ونتبعه" خبره. وقرأ أبو السمال أيضا، فيما نقل ابن خالويه وأبو الفضل وابن عطية برفع "بشر" ونصب "واحدا" وفيه أوجه، أحدها: أن يكون "أبشر" مبتدأ، وخبره مضمر، تقديره: أبشر منا، يبعث إلينا أو يرسل. وأما انتصاب "واحدا" ففيه وجهان، أحدهما: أنه حال من هاء "نتبعه" وهذا كله تخريج أبي الفضل الرازي الثاني: أنه مرفوع بالابتداء أيضا، والخبر "نتبعه" و "واحدا" حال على الوجهين المذكورين آنفا. الثالث: أنه مرفوع بفعل مضمر مبني للمفعول تقديره: أينبأ بشر و"منا" نعت و"واحدا" حال أيضا على الوجهين المذكورين آنفا. وإليه ذهب ابن عطية.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 140 ] قوله: وسعر يجوز أن يكون مفردا، أي: جنون. يقال: ناقة مسعورة، أي: كالمجنونة في سيرها. قال الشاعر:


                                                                                                                                                                                                                                      4163 - كأن بها سعرا إذا العيس هزها ذميل وإرخاء من السير متعب



                                                                                                                                                                                                                                      وأن يكون جمع سعير، وهو النار، والاحتمالان منقولان.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية