الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (25) قوله: على حرد قادرين : يجوز أن يكون "قادرين" حالا من فاعل "غدوا". و"على حرد" متعلق به، وأن يكون "على حرد" هو الحال، و"قادرين": إما حال ثانية، وإما حال من ضمير الحال الأولى. [ ص: 413 ] والحرد فيه أقوال كثيرة، قيل: الغضب والحنق. وأنشد للأشهب ابن رميلة:


                                                                                                                                                                                                                                      4304 - أسود شرى لاقت أسود خفية تساقوا على حرد دماء الأساود



                                                                                                                                                                                                                                      قيل: ومثله قول الآخر:


                                                                                                                                                                                                                                      4305 - إذا جياد الخيل جاءت تردي     مملوءة من غضب وحرد



                                                                                                                                                                                                                                      عطف لما تغاير اللفظان كقوله:


                                                                                                                                                                                                                                      4306 -. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .     وألفى قولها كذبا ومينا



                                                                                                                                                                                                                                      وقيل: المنع. من حاردت الإبل: قل لبنها، والسنة: قل مطرها، قاله أبو عبيد والقتبي. ويقال: حرد بالكسر يحرد حردا، وقد تفتح فيقال: حردا، فهو حردان وحارد. يقال: أسد حارد، وليوث حوارد. وقيل: الحرد والحرد الانفراد. يقال: حرد بالفتح، يحرد بالضم، حرودا وحردا وحردا: انعزل، ومنه كوكب حارد، أي: منفرد. قال الأصمعي: "هي لغة هذيل". وقيل: الحرد القصد. يقال: حرد يحرد حردك، أي: قصد قصدك، ومنه:

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 414 ]

                                                                                                                                                                                                                                      4307 -. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .     يحرد حرد الجنة المغله



                                                                                                                                                                                                                                      وقد فسرت الآية الكريمة بجميع ما ذكرت. وقيل: الحرد اسم جنتهم بعينها، قاله السدي. وقيل: اسم قريتهم، قاله الأزهري. وفيهما بعد بعيد. و"قادرين": إما من القدرة، وهو الظاهر، وإما من التقدير وهو التضييق، أي: مضيقين على المساكين. وفي التفسير قصة توضح ما ذكرت.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية