الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (13) قوله: فلا يخاف : أي: فهو لا يخاف، أي فهو غير خائف; ولأن الكلام في تقدير مبتدأ وخبر، دخلت الفاء، ولولا ذلك لقيل: لا يخف، قاله الزمخشري . ثم قال: "فإن قلت: أي فائدة في رفع الفعل وتقدير مبتدأ قبله، حتى يقع خبرا له، ووجوب إدخال الفاء، وكان كل لك مستغنى عنه بأن يقال لا يخف؟ قلت: الفائدة أنه إذا فعل ذلك فكأنه قيل: فهو لا يخاف، فكان دالا على تحقيق أن المؤمن ناج لا محالة، وأنه هو المختص بذلك دون غيره". قلت: سبب ذلك أن الجملة تكون اسمية حينئذ، والاسمية أدل على التحقيق والثبوت من الفعلية. وقرأ ابن وثاب والأعمش "فلا يخف" بالجزم، وفيها وجهان، أحدهما: ولم يذكر الزمخشري غيره أن "لا" ناهية، والفاء حينئذ [ ص: 494 ] واجبة. والثاني: أنها نافية، والفاء حينئذ زائدة، وهذا ضعيف.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: بخسا فيه حذف مضاف أي: جزاء بخس، كذا قدره الزمخشري ، وهو مستغنى عنه. وقرأ ابن وثاب "بخسا" بفتح الخاء.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية