الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (17) قوله: فكان عاقبتهما : العامة على نصب [ ص: 291 ] "عاقبتهما" بجعله خبرا، والاسم "أن" وما في حيزها; لأن الاسم أعرف من "عاقبتهما". وقد تقدم تحرير هذا في آل عمران والأنعام. وقرأ الحسن وعمرو بن عبيد وابن أرقم برفعها على جعلها اسما، و"أن" وما في حيزها خبرا كقراءة ثم لم تكن فتنتهم إلا أن قالوا .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: خالدين العامة على نصبه حالا من الضمير المستكن في الجار لوقوعه خبرا. وعبد الله وزيد بن علي والأعمش وابن أبي عبلة برفعه خبرا، والظرف ملغى فيتعلق بالخبر، وعلى هذا فيكون تأكيدا لفظيا للحرف وأعيد معه ضمير ما دل عليه كقوله: ففي الجنة خالدين فيها وهذا على مذهب سيبويه فإنه يجيز إلغاء الظرف وإن أكد، والكوفيون يمنعونه وهذا حجة عليهم. وقد يجيبون: بأنا لا نسلم أن الظرف في هذه القراءة ملغى، بل نجعله خبرا لـ "أن" وخالدان خبر ثان، وهو محتمل لما قالوه إلا أن الظاهر خلافه.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية