4169 - ملكت بها كفي فأنهرت فتقها يرى قائم من دونها ما وراءها
أي: وسعت. وقرأ أبو نهيك وأبو مجلز والأعمش وزهير الفرقبي "ونهر" بضم النون والهاء، وهي تحتمل وجهين، أحدهما: أن يكون جمع نهر بالتحريك وهو الأولى نحو: أسد في أسد. والثاني: أن يكون جمع الساكن نحو: سقف في سقف ورهن في رهن، والجمع مناسب للجمع قبله في "جنات" وقراءة العامة بإفراده أبلغ وقد تقدم كلام في قوله تعالى آخر البقرة: ابن عباس وملائكته وكتبه بالإفراد، وأنه أكثر من "الكتب". وتقدم أيضا تقدير لذلك، فعليك. . .. الزمخشري
قوله تعالى: في مقعد يجوز أن يكون خبرا ثانيا، وهو الظاهر وأن يكون حالا من الضمير في الجار لوقوعه خبرا. وجوز أن [ ص: 151 ] يكون بدلا من قوله أبو البقاء "في جنات" وحينئذ يجوز أن يكون بدل بعض، لأن المقعد بعضها، وأن يكون اشتمالا أنها مشتملة، والأول أظهر، والعامة على إفراد "مقعد" مرادا به الجنس كما تقدم في "نهر". وقرأ عثمان البتي "مقاعد" وهو مناسب للجمع قبله. ومقعد صدق من باب رجل صدق: في أنه يجوز أن يكون من إضافة الموصوف لصفته. والصدق يجوز أن يراد به ضد الكذب، أي: صدقوا في الإخبار به، وأن يراد به الجودة والخيرية.
و "مليك" مثال مبالغة وهو مناسب هنا، ولا يتوهم أن أصله ملك لأنه هو الوارد في غير موضع، وأن الكسرة أشبعت فتولد منها ياء; لأن الإشباع لم يرد إلا ضرورة أو قليلا، وإن كان قد وقع في قراءة "أفئيدة" في آخر هشام إبراهيم، وهناك يطالع ما ذكرته فيه.
[تمت بعون الله سورة القمر]
[ ص: 152 ]