وقوله: جدر قرأ ابن كثير "جدار" بالإفراد. وفيه أوجه، أحدها: أنه أراد به السور، والسور الواحد يعم الجميع من المقاتلة ويسترهم. والثاني: أنه واحد في معنى الجمع لدلالة السياق عليه. والثالث: أن كل فرقة منهم وراء جدار، لا أنهم كلهم وراء جدار. والباقون قرؤوا جدر بضمتين اعتبارا بأن كل فرقة وراء جدار، فجمع لذلك. وقرأ وأبو عمرو الحسن وأبو رجاء وابن وثاب ويروى عن والأعمش، ابن كثير بضمة وسكون، وهي تخفيف الأولى. وقرأ وعاصم أيضا في رواية ابن كثير هارون عنه، وهي قراءة كثير من المكيين "جدر" بفتحة وسكون فقيل: هي لغة في الجدار. وقال "معناه أصل بنيان كالسور ونحوه" قال: "ويحتمل أن يكون من جدر النخيل، أي: أو من [ ص: 290 ] وراء نخيلهم. وقرئ "جدر" بفتحتين حكاها ابن عطية: ، وهي لغة في الجدار أيضا. الزمخشري
قوله: بينهم متعلق بـ شديد و"جميعا" مفعول ثان، أي: مجتمعين و"قلوبهم شتى" جملة حالية أو مستأنفة للإخبار بذلك. والعامة على "شتى" بلا تنوين لأنها ألف تأنيث. ومن كلامهم: "شتى تؤوب الحلبة"، أي: متفرقين. وقال آخر:
4253 - إلى الله أشكو فتنة شقت العصا هي اليوم شتى وهي أمس جميع
وقرأ مبشر بن عبيد "شتى" منونة، كأنه جعلها ألف الإلحاق.